صالح الشايجي
«النفط» يطارد الدولارات! وكلما حط بمحطة من محطات «الدولار»، قفز عنه هذا الى محطة يعتقدها بعيدة، فإذا بسيده «النفط» يحط معه على الغصن ذاته، ويغنيان معا على الفنن عينه! وعيوننا نحن بل قلوبنا تتقافز معهما، وكلما علا الغصن علت وجوهنا فرحة وغمرت قلوبنا سعادة، وتحسسنا جيوبنا لتلمس الانتفاخ البادي عليها، نتيجة ارتفاع أسعار «النفط» أو نفطنا نحن بالذات!
تلك صورة وردية وربما كوميدية ومضحكة، تؤنسنا بقشورها ولألأتها ولمعانها وبريقها الأخاذ! ولكن ماذا تحت تلك القشور وذلك اللمعان وذيّاك البريق؟!
ما هو مخبوء وباطن وغير ظاهر هو أمر آخر، لأننا نحن البسطاء من العامة والدهماء والسوقة وأبناء السبيل - كما يسموننا - لا نرى أبعد من أرنبة أو أرانب أنوفنا، ولا ندري ما وراء الأكمة، ولا ما تحت السطح البراق!
يقال إن ارتفاع أسعار النفط، ينطبق عليه القول السائر «ظاهره الرحمة وباطنه العذاب»، وأول العذاب ارتفاع الأسعار فيما يستخدمه الإنسان من مواد واحتياجات وأولها الغذاء، وأول الغذاء كان «القمح» حيث ابتدأ الناس يحسون بارتفاع أسعاره وبدأ الصراع على تناول رغيف خبز بين أهل البيت الواحد!
الحديد والاسمنت أصابهما ما أصاب القمح بل ربما أصيبا بسعير من جنون الغلاء، وهي أزمة عالمية مثل أزمة القمح ورغيف الخبز! ضج العالم كله بضجيج الغلاء وارتفاع الأسعار وزادت الدول مداخيل مواطنيها ورواتبهم، وقامت مظاهرات واعتصامات وقدمت بعض الشعوب ضحايا قتلى وجرحى بسبب هذا الغلاء الذي سبّبه ارتفاع سعر النفط!
والآن هل ارتفاع أسعار النفط خير علينا أم شر؟!