صالح الشايجي
الرسالة التي أطلقها بصدق وبمسؤولية وطنية وأبوية عالية، صاحب السمو الأمير في افتتاح مجلس الأمة الجديد، يبدو انها لم تبلغ من وقرت آذانهم وغلفت قلوبهم ونامت ضمائرهم، من بعض المتطرفين في مجلس الأمة.
واضح أن اولئك البعض لا تهمهم العملية الديموقراطية وسلامتها ولا المصلحة الوطنية، بل انهم مازالوا في غيهم سادرين، لا يلتفتون الى مصلحة وطن وشعب وبلاد علينا حمايتها، وبعيدا عن الألعاب الصبيانية والبهلوانية التي يهوى البعض ممارستها ولا يرون لها ساحة وملعبا سوى قاعة مجلس الأمة الذي حلوا به نتيجة عملية ديموقراطية وأصوات انتخابية، ولكنهم وبمجرد وصولهم وضمانهم الفوز بجنة المجلس، تنكروا لكل الأدوات الديموقراطية وراحوا يسيرون وراء أوهامهم وأحلامهم.
يريدون ادارة العجلة الى الوراء، رغم تحذيرات صاحب السمو الأمير.
لم تمر دقائق على النطق السامي لصاحب السمو ومازال ذلك النطق طريا نديا يعبئ الآذان الكويتية المنتشية بما سمعت من سموه، حتى بادر نفر من اولئك الى تأكيد عدوانيتهم وتعمدهم للمناكفة واهدار المصلحة الوطنية، ظانين ان ذلك هو طريق الشهرة والتميز.
ومثلهم أولئك الذين يريدون «تحجيب» الوزيرتين، وكأنهم ملكوا مقاليد الدنيا واستعبدوا الناس، متحججين بما يسمى «الضوابط الشرعية» غير مدركين أن الديموقراطية التي يتكلمون عنها، مستندين الى القوة التي منحتهم اياها، هي غير «الديكتاتورية»! فهل من الديموقراطية اجبار الناس على لباس معين؟ اذن ما هي الديكتاتورية؟ ولا ادري ما اذا كان «قراقوش» قد سنّ على قومه مثل هذا القانون؟! أو ان «شاوشيسكو» ديكتاتور العصر الحديث قد تجرأ على سن قانون مثل هذا؟ نسي هؤلاء ومن سبقهم من اعضاء مجلس الأمة من المتطرفين انهم عجزوا عن فرض زيهم المدرسي على بنات المدارس، فكيف يتجرأون وتصور لهم شياطينهم أنهم قادرون على فرض هيمنتهم على الوزيرة؟! هؤلاء لا يريدون بنا خيرا.