صالح الشايجي
ليس معقولا ولا مقبولا، ان يحتكر بعض أعضاء مجلس الأمة الديموقراطية والدستور ويعتبرونهما من أملاكهم الخاصة ويقيمون حولهما سورا مرفوعة عليه لافتة «الاقتراب ممنوع»!
ان اولئك الذين يتصورون أنفسهم مرسلين لحماية الدستور، وانهم هم الممثلون التوعويون والوحيدون للدستور، وان كنا نحيي فيهم غيرتهم على الدستور، ولكننا لا نتفق معهم بوضع الاسلاك الشائكة والمكهربة حول الدستور وزرع طريقه بالألغام، لأنهم يظنون ان هذا الدستور قد رص حرفا حرفا وصيغ كلمة كلمة لصالحهم هم، وانهم الوكلاء الوحيدون والحصريون له.
إن البيان الذي وقّعته بعض الدواوين ونشرته الصحافة يمثل أقل القليل مما يطلب الشعب من البرلمان ومن عموم الحياة السياسية ويركز على ما ورد في النطق السامي، وقد صيغ البيان بلغة شديدة التهذيب والمجاملة، ولكن ان يتصدى البعض في مجلس الأمة ممن يزعمون تعلقهم بالدستور وتمسكهم بالمسار الديموقراطي، لهذا البيان وينسجون حوله خيوط التشكيك ويزجون التهم لموقعيه، فان هذا أمر غاية في الاستهانة بالإرادة الشعبية وبآراء الناس، وينم عن عقلية ديكتاتورية لا علاقة لها بالديموقراطية ولا تعرف ماذا يعني الدستور!
لقد حصّن اولئك البعض من الاعضاء الدستور لا من التنقيح والتعديل والمساس، بل هم حصنوه ضد ألسنة الكويتيين وآرائهم، واعتبروا ان ابداء ملاحظات على اداء مجلس الأمة هو كفر بالدستور ورجم بالديموقراطية! وكأنما الديموقراطية ملكية خاصة بهم وان الديموقراطية تبدأ وتنتهي بهم!
هؤلاء الذين يدعون الحرص على الدستور، هم أول من خرق مواده وداس على بنوده ونسفه دونما رحمة، حينما راحوا يوافقون بل يقترحون القوانين والتشريعات المخالفة لمواد الدستور وروحه حتى افرغوه من محتواه المعنوي، ورغم هذا فهم الأعلى نبرة في الحديث عن حماية الدستور والدفاع عنه، وكأنهم بذلك يحاولون صرف انظارنا عن الحقيقة المرة التي تدينهم بتهمة العبث بالدستور وتجاوزه!