صالح الشايجي
الفيلم المصري «ليلة البيبي دول» سبقته دعاية اعلامية ضخمة هيأت الناس لحدث فني ضخم يتجلى في ذلك الفيلم.
وربما صدقت تلك الدعاية في جانب منها يخص ضخامة الانتاج وحشد عدد كبير من نجوم التمثيل ونجماته، ولكن رياح هذه الدعاية جاءت بما لم تشته سفن الحدث الدرامي، فجاء الفيلم خلوا من الموضوع ومن الحدث، وما هو الا عبارة عن نشرة اخبار مطولة مدتها ساعتان ونصف، ولم يكن طول تلك النشرة بسبب كثرة الاخبار، ولكن بسبب لوك الخبر الرئيسي والوحيد فيها ومطه و«فاصل ونواصل» لتعود النشرة سيرتها الاولى فتعيد خبرها الوحيد والعزيز «الله يخليه لأمه»!
هذا الخبر الرئيسي والوحيد والعزيز، هو «بوش» الرئيس الاميركي، ابن الرئيس الاميركي!
لغة شارعية سطحية يتداولها رجل الشارع البسيط، لا فكر ولا موقف جدي ولا فلسفة ولا سياسة، مجرد حشو كلمات وطلقات لسانية مسددة للرئيس «بوش»! حتى الفتاة اليهودية دانت «بوش» واستهجنت سياساته! الكل يتقاذف «بوش» ويصعقه صعقة لسانية هزازة تعودها العرب في دواوينهم ومنتدياتهم ومقاهيهم وملاهيهم! ولكن هل ينزلق الفن الى درك الشارع وسطحيته وهشاشة فكره وعقم ثقافته؟! ام ان الفن يسمو بالشارع ويرفعه ويرتقي به؟!
واسفت اشد الاسف على الفنان «نور الشريف» لقيامه بهذا الدور المفبرك الركيك وغير المتناسق، وقد بدا من خلال ادائه لهذا الدور عدم اقتناعه بالدور فظهر ركيكا في ادائه، وغابت عنه ملامحه الفنية وقدراته التمثيلية التي نعرفها فيه!
ان تسول الشارع وتملقه لن يصنعا فنا جميلا، بل هما يهبطان بالفن ويمسحان عنه لمسات الاشعاع والابداع، ويحولانه الى مسخ.
أحيي كثيرا القدرة الانتاجية للفيلم، واحس بالخجل الكبير من ان يتضاءل الفن ويصغر على أيدي كبار الفنانين والمنتجين الذين نحترمهم على الصعيد الشخصي.