صالح الشايجي
حينما كتبت قبل أسبوعين تقريبا عن السيدتين الكويتيتين اللتين بخستهما وزارة الإعلام وأكلت حقوقهما نظير عملهما في المركز الإعلامي السابق في القاهرة، ظننت تلك كبيرة ترتكبها حكومة دولة الكويت الموقرة ممثلة بوزارة إعلامها، وقد خاطبت - أو رجوت - وزير الإعلام بتسوية ذلك الموضوع، ولكن ما عرفته مؤخرا، جعل من تلك القضية مجرد «نكتة» أو «سالفة» تضحك، وتخيلت كم ان الوزير وفريقه ضحكوا عليّ واعتبروني ساذجا أو ربما خديجا لابد من ادخاله جهاز الخدّج حتى يكتمل نموّه!
أما ما عرفته - مؤخرا - وبحكم مواطنتي وغيرتي على وطني فإنني أتجاوز في خطابي هذا وزير الإعلام ووزارته الموقرة، لأخاطب كل ضمير كويتي وكل من لديه غيرة على سمعة الكويت، من نواب في مجلس الأمة يزلزلون الأرض على حفل أقيم هنا أو منتدى أقيم هناك، ومن مجلس وزراء، ومن كل من لديه قدرة على تصحيح الخطايا التي بدأت نزهة في بحر الأخطاء فتحولت الى خطايا مع سبق الإصرار والترصد!
تخيلوا أيها السيدات والسادة ان وزارة الإعلام الكويتية التابعة لحكومة الكويت التي يبلغ دخلها مئات الملايين سنويا، لم تسدد ديونا عليها لأحد القطاعات الفنية المصرية منذ عام 2001، وانها مدينة بمبالغ لتلك الجهة لم تسددها ولا تفكر ولن تفكر في تسديدها، ما حدا ذلك القطاع على ان يقرر مقاطعة تلفزيون دولة الكويت وألا يتعامل معه!
هل يمكن لأحدكم أن يتصور هذا؟ لماذا لا تدفعون؟ وأين تذهب تلك الملايين؟ وأين ديوان المحاسبة؟ كيف تتم الإساءة لسمعة الكويت كلها على يد وزارة الإعلام ولا أحد يتحرك؟
أما الثانية فهي لا تقل ألما ودما عن الأولى، وهي ان تلفزيون الكويت مدين لمجموعة من الصحافيين والمثقفين المصريين الذين يستضيفهم في برامجه السياسية ونشرات الأخبار، كمحللين سياسيين، منذ شهر يوليو عام 2007 أي منذ سنة بالتمام والكمال، بينما التلفزيونات الأخرى تمنح ضيوفها حقوقهم المالية قبل مغادرة الاستديو، هل من شح أو ضنك أو فاقة يا تلفزيون المائتين والأربعين مليون دولار يوميا؟! أم هو سوء إدارة؟ أم هي نيّة مبيتة للإساءة للكويت؟! أعتقد هي كذلك!