صالح الشايجي
«اذا الشعب يوما اراد الحياة.. فلا بد ان يستجيب القدر».
هكذا قال الشاعر، وهو قول صدقته وبرهنت على صحته، حوادث واحداث كثيرة مرت على الشعوب وحتى على الافراد والمجاميع!
«جنوب أفريقيا» بعد نظام عنصري طويل وشديد الوطأة، تخلصت من ذلك النظام المستبد وصارت حرة لان شعبها اراد الحياة!
ليس بالضرورة ان من يريد الحياة هو الذي يعيشها، فهو يهيئ الحياة لغيره ولجيل مقبل يعيش في ظل الحرية، الموت ثمن للحياة، معادلة غريبة ولكنها صحيحة وواقعية.
مصنع «أجريوم» مشروع كان مقررا اقامته في مدينة «دمياط» المصرية لتصنيع الأسمدة، ولكن اثير حوله لغط كثير، وقيل انه ينفث سموما قاتلة، وملوث للبيئة ويتسبب في افساد الحياة الفطرية والبيئية ويحمل ضررا للانسان!
وقام اهل «دمياط» بمظاهرات وتجمعات وحشودات وعلت اصواتهم في رفض اقامة المشروع، حتى تحقق لهم ذلك وتم الاستغناء عن اقامة المصنع أو ربما نقله الى موقع آخر غير عامر بالحياة والبشر.
اسوق تلك الامثلة للتدليل على ان الشعوب هي التي تخلق فرصها للحياة، وان تختار شكل الحياة التي ترتضيها، وانقل تلك التجارب لتطبيقها او محاولة تطبيقها في بلادنا، فنحن جميعا تقريبا نشكو من اداء مجلس الأمة ولا نرى فيه سوى معوق للحياة وسبب مباشر للاضطهاد والاستعباد وتغيير طبيعة البلاد وأهلها، من طبيعة منفتحة مستقرة هادئة متوازنة، الى طبيعة منغلقة مخونة مهزوزة، ولكن رفضنا لا يتجاوز تحريك اللسان ولوك الكلام وترديد عبارات وشعارات لا تغير شيئا من واقع ذلك المجلس الجائر!
ماذا لو اننا صممنا على الحياة؟ ألن يستجيب لنا القدر كما استجاب للذين من قبلنا سواء في «جنوب افريقيا» او في «دمياط»؟! المهم ان نصر على موقفنا الرافض لممارسات مجلس الأمة وان نتوحد جميعا ضده، حتى يسقط دون اسف، أما بغير ذلك فلا منجى ولا سلامة، وسنظل خاضعين لمجلس الأمة، وراسفين في قيود عبوديته، فلنتوحد ولنقف صفا واحدا، حتى تكتب لنا الحياة ويستجيب لنا القدر!