صالح الشايجي
بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن العيال وام العيال والاهل والعشيرة الاقربين والابعدين والجيران عن يمين ويسار واهل الحي والمنطقة والمحافظة والبلاد بأسرها بشيبها وشبانها ونسائها واطفالها واطيافها العرقية والمذهبية كلها، اتوجه بعظيم الشكر والامتنان، شكر يعجز عنه اللسان وامتنان يحني رأسي حتى تكاد عظام رقبتي تتكتك تك تك، الى وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية لدعوتها علما من اعلام الدعوة وداعية الى الخير والى النعيم المقيم والى الاسلام الحنيف، وعلامة فطحلا وشيخا مكرما مجللا «نسيت اسمه»!
أما لماذا هذه الاصالة عن النفس والنيابة عن بقية المذكورين اعلاه؟ ولماذا الشكر الذي يجفف اللسان والامتنان الذي يكسر الرقبة، فلأن وزارة الاوقاف حفظ الله فيها كل وزير ووكيل ومدير وخطيب وامام ومؤذن بالاصالة ومؤذن بالانابة، قد استقدمت ذلك الشيخ الجليل والامام المهيب الذي يشر منه العلم شرا شرا ويخر منه خرا خرا وينز من رأسه نزا نزا، والذي قال في محاضرته «العلمية» امام حشد من مريديه من شباننا الذين قذف بهم قدرهم «الرحيم» الى محاضرته قال: «ان الذي لا يسمع خطبة الجمعة، سيسمع خطبة ابليس في النار»!
والله وتالله وبالله وأيم الله ورب الكعبة، ذلك ما قاله الامام الجهبذ الذي تكلف مشاق الطريق ووعثاء السفر ممتطيا صهوة طائرة درجة اولى وسكنى الفنادق الخمس نجوم، من اجل ان يدل شباننا على طريق الخير، وحتى يسمعهم خطبته هو ليحرمهم من سماع خطبة ابليس في النار!
اما بالنسبة لي فقد اهداني سماحته معلومة ما كنت احلم بها، فلو قضيت ما تبقى من عمري تنقيبا وبحثا في الكتب وما قاله الأئمة والصحابة وما احتوته كتب الفقه قديمها وجديدها، لما عرفت تلك المعلومة عن خطبة «ابليس» في النار، التي شوقني اليها فضيلته! وان كنت لا انوي سماعها، واتمنى على «عطوفته» ان ينقل لنا بعضا منها، وبأي لغة سيخطب «ابليس»؟ وكيف سيسمعه جمهوره وهم مسلوخة جلودهم ومعصورون عصرا؟ أم ان يوم «الجمعة» في جهنم سيكون «اجازة»؟