صالح الشايجي
بينما كان «سعيد» يتجول في سوق الجمعة بحثا عن أشياء مناسبة لـ «تجارة التجزئة»، شاهد بالمصادفة البحتة ابنة خاله «سعيدة» والتي مرت سنوات لم يرها خلالها.
كان وقع المصادفة جميلا على «سعيد» و«سعيدة» حيث تصافحا وتبادلا السلامات طويلا، ثم دعاها للجلوس معا لشرب الشاي وتبادل الاخبار المنقطعة عن كليهما منذ سنوات.
سعيد: شخبارچ؟ شلون امورچ؟ وضعچ؟ اولادچ؟ زوجچ؟!
سعيدة، دمعت عيناها وهي تحاول ان تجاوب على اسئلة «سعيد»: أعيش على مساعدة الشؤون في بيت قديم مستملك من بيوت املاك الدولة، وزوجي في السجن، وعندي اربعة اولاد وبنتان، احد الاولاد مع ابيه في السجن، والثاني في الاصلاحية، والثالث يعاني من مرض مزمن وهو مقيم بصورة شبه دائمة في المستشفى، والثالث لا اكاد اراه الا بالسنة مرة او مرتين، ولا اعرف عنه شيئا.
سعيد: والبنتان؟!
سعيدة - وهي مازالت تواصل البكاء - الكبرى تزوجت اربع مرات وطلقت، ولم ترزق بأولاد، وهي تعيش معي، اما الثانية فهي في «الطب النفسي»!
سعيد: لا حول ولا قوة الا بالله، والله ان حكايتك «تكسر الخاطر» وتدمي القلب، الله المعين!
سعيدة: وانت شخبارك؟ وكيف حالك؟
سعيد: انا تزوجت اربع مرات، زوجتي الاولى كانت «حداقة»، وكلما كنت «مريش» وجيبي عامر، كانت تقول لي «يا حلوك كنك زبيدي» وحينما افلس اصبح بنظرها «عومة»! فطلقتها وتزوجت اخرى كانت «طقاقة» وفي الليلة التي لا يكون عندها حفلة ولا «تطق فيها الطار» كانت «تطقني» فطلقتها، اما الثالثة فكانت «خطابة» فلما استحلتني احدى المرشحات للزواج اللواتي تضمهن قائمتها، طردتني من البيت وادعت انني اسرق زبوناتها، فطلقتها!
سعيدة: والرابعة؟!
سعيد: الرابعة ماتت ليلة العرس!
سعيدة: حظك كنه حظي!
سعيد: اذن اشرايك نتزوج؟!