صالح الشايجي
قرأت ان المطرب «عبدالله الرويشد» استجاب للحملة التي تنظمها بعض الجهات ذات المصلحة بتخريب مهرجان «جرش» الغنائي الأردني، فأعلن اعتذاره عن عدم المشاركة في المهرجان المذكور!
أما الحملة فتدعي أن من قام بالإشراف الفني على تنظيم المهرجان، هو شخص فرنسي «يهودي» فلذلك ولإعلان موقف ضد «العدو الصهيوني الذي يقتل أطفال فلسطين» فإنها وتضامنا مع «الشعب الفلسطيني الشقيق»، تعلن وتحض على المقاطعة! وكأنما فلسطين ناقصها توقف مهرجان «جرش» حتى تتحرر ويخرج الأعداء ملقين أنفسهم في البحر واحدا تلو الآخر، وقبل أن يفعلوا ذلك بأنفسهم يقومون بإخراج جثث «بن غوريون» و«غولدامائير» و«موشي ديان» و«مناحيم بيغن» فيحرقونها!
إذا كان دهاقنة العرب وأساطينهم وأسطواتهم ومفكروهم وسياسيوهم وجيوشهم ومظاهراتهم وأشعارهم، لم يحركوا ساكنا بإسرائيل، بل انها كانت كذلك «الدوق» الذي جاءه خادمه صائحا: «سيدي لقد مزقت سنابك جيادك ولدي»! فإذا بالدوق يرد وبمنتهى البرود «وهل أصاب الجياد سوء»؟!
فرنسي يهودي! «إسرائيل» شكو؟! صهيونية شكو؟ سياسة شكو؟!
«إليسا» و«نانسي» و«الرويشد» و«هاني شاكر» و«صديقة الملاية» و«بعرور» - وهو على فكرة اسم مطرب جديد - لن يؤثروا في «إسرائيل» إن غنوا أو إن صمتوا! ولم نسمع حتى الآن ان «أولمرت» لا يستطيع أن يوقع قرارا إلا على صوت «إليسا»، أو أن «باراك» لا يعرف يرسم خطة حرب إلا وهو يصيخ السمع لـ «نانسي» وهي تغني في مهرجان «جرش»!
والغريب أن أكثر المتحمسين لمقاطعة المهرجان هو نقيب الموسيقيين المصريين الذي خلط «زبيب» السياسة بـ «طحين» الفن، فراح يخبط خبط عشواء من تصبه تمته، ولكن سيادة «النقيب» نسي أو ربما لم يدر - وتلك مصيبة - بما فعله صدام حسين بمواطنيه المصريين الذين ذهبوا لتعمير العراق، لقد فعل بهم ما لم يفعله اليهود بالفلسطينيين فلماذا لم يدع سيادة نقيب «فا صول لا سي» الى وقف التطبيع معه؟! ورقصني يا جدع!