صالح الشايجي
يحتاج «الريس» «عمر حرب» البشير، رئيس السودان، أو بالأصح «بعض السودان»، إلى قناطير وأطنان من المهدئات والمسكنات لمواجهة قرار المحكمة الدولية باعتقاله وتقديمه للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة!
مسكين «الريّس عمر حرب» لأنه لم يهنأ بالحكم ولو يوما واحدا، رغم انه «استوى على العرش» منذ أكثر من عشرين عاما، وفي كل مرة يجدد له الشعب البيعة ويعلن «بالدم بالروح نفديك يا بشير»!
أما عدم هنائه بالحكم فعائد إلى شريكه أو مديره أو «البيبي ستر» «حسن الترابي» الذي كان هو الآمر الناهي، والريّس «عمر حرب» مجرد زول يُؤمر فيطيع، فلما استوى عوده واشتد ساعده ألقى بـ «الترابي» في «الجب»، وما هي إلا خطرات من وسن داعب أحضانه، حتى صحا على مشاكل «دارفور» والتي قادته الآن الى المحكمة الدولية!
قبل ذلك حاول «الريّس عمر حرب» البشير أن يمارس دور البطولة حين رفض تسليم بعض وزرائه المجرمين، مغلظا باليمين وحالفا ثلاثا أنه لن يسلمهم، وما درى المسكين أن صوت الحق والعدل أعلى من صوته، فما كادت تمر أيام قسمه، ورفعه العصا ملوحا بها في الهواء حتى جاءه النداء العادل: سيادتك مطلوب للمحكمة مخفورا مصفدا مغلولا!
وأنا بصفتي مواطنا عربيا أنتمي لدولة لا يعترف بها «الريّس عمر حرب» ووقف مؤازرا عدوها «صدام حسين» - وكأننا بانتظار اعترافه - ورغم ذلك فإنني - بحكم العروبة - أتعاطف مع «الريّس عمر» واطلب منه أن يستخدم عصاه التي لا يتوكأ عليها بل يهش بها على «شعبه» فيقطع بها البحر وينجو بنفسه، أو أن يذهب إلى المحكمة فيرمي عصاه لتتحول الى «حية تسعى» فتأكل القضاة!