صالح الشايجي
ما أبدع العرب، ما أجملهم و«حلوين وبنحبهم» على رأي مذيعة فضائية غابرة! و«يهبلون شحليلهم شحلوهم» على رأي دلوعة كويتية راسبة في الثانوية!
هؤلاء العرب البديعون الجميلون «نسبة للجمال وليس للجمل» ناموا عن «السودان» أحيانا - لا حينا واحدا - من الدهر، عاث فيه «البشير» وذبح وسلخ وفصل وقطّع ووزّع الأضاحي لحما بشريا، على المستحقين والمحتاجين وأبناء السبيل، وشبعت الأعين وتجشأت وراحت في سبات عميق أو غيبوبة طويلة، بعد الشبع والتجشؤ وبعد امتلائها بتلك المناظر المقززة من اللحم السوداني الآدمي المتناثر والمسلوخ والمقطع بـ «العدل والقسط» بين الطوائف السودانية! بعد تلك النومة العربية الخالدة، صحا العرب فجأة ليس على الأهوال والمجازر التي ارتكبتها عصابة «البشير» المسماة «الجنجويد» بل صحوا حينما صحا الضمير العالمي وتحرك سيف العدل باتجاه «البشير»!
فجأة هب العرب من «رقدة العدم» لينتفضوا انتفاضة ملدوغ بثعبان «كوبرا» - سام 7 أرض جو - محتجين ضد تحويل «حبيبهم» و«بشيرهم» للمحكمة الدولية لمحاكمته على جرائم ارتكبها ضد أهل «دارفور» السودانيين، حتى ينال جزاءه، فإما أن يكون بريئا براءة «نانسي عجرم» من الفتنة والغواية والجمال، وبالتالي يخرج من المحكمة مرفوع الرأس منفوشا مزهوا يغني بملء صوته الجميل «إزيّكم، كيفنّكم، صارلي زمان بحبكم» و«الترابي» يدق له الطبل، ويهديها إلى أهالي «دارفور» أو انه يكون متورطا وبالتالي يلقى عقوبته جزاء وفاقا!
«إنزين انتوا يا عربان يا حلوين يا بعد عمري ليش محتجين؟! وما الذي أيقظكم من تلك «التعسيلة»؟! لم يوقظكم نواح أهل «دارفور» وأنينهم وأيقظكم صوت البشير؟!
«يا حلوكم»!