صالح الشايجي
المتاجرة بالخمور ممنوعة ومجرّمة ومحرمة في بلاد الطهر والتقى والورع!! ولكن المتاجرة بالبشر ليست ممنوعة في تلك البلاد الطاهرة!!
والخمور ممنوع شربها في تلك البلاد، ولكن شرب دماء البشر وعرق الفقراء منهم، فهو أمر تحض عليه تلك البلاد التقية المباركة!!
تلك هي بلادي، تذكر الله وتخافه حينا، وتنساه احيانا وساعات بلا عددا.
فالبعض يراعونه في اقوالهم وافعالهم وسياساتهم وقوانينهم وتشريعاتهم!! كل حرف تدقه المطبعة لابد له من فتوى تجيزه والا احرقت المطبعة واهدر دم ناسخ الحرف الكافر الماجن الملعون المهرطق الملحد الخارج من الملة!!
ذلك يتم في حين لا يكاد يتجاوز عمر الحلم في رأس النائم، اما بقية ساعات النوم فلا عبودية ولا سجود ولا ركوع!! وذلك حينما تطل عليهم الدنيا «الفانية» بمصالحها ومباهجها واموالها ووسخها وحرامها وزقومها!! حينذاك يدق جرس الحلال لانهم كما يقولون: «ساعة لربك وساعة لقلبك» ولكنهم اخطأوا في تطبيق المثل او الحكمة - زمنيا - فصارت ساعة الرب واحدة، اما ساعة القلب فهي بقية الساعات كلها!!
هل من حرام، وهل من نار تفتح ابوابها، اشد من حرام ناتج عن المتاجرة بالبشر واستعبادهم؟ وهل من نار ستفتح ابوابها وشدقيها الا تلك النار التي ستلتهم اولئك المتاجرين بالبشر؟!
ازدواجية، أترفق بها وأتلطف معها حين اصفها بالبشاعة، هي اكثر من البشاعة!! هي ضمير لايني يركب الدنيا ويعتلي ظهرها ويحصد منافعها ويتزين بمباهجها من مال وزوج وولد، ورغم ذلك يحوقل ويسمي ويحلل ويحرم ويطلب الفتوى فيما تلبسه الوزيرات!!
إنه زمن كويتي بشع!!