صالح الشايجي
حينما تذهب إلى الخباز الإيراني لشراء الخبز، فأنت تقول له: «أحوالي شوما»؟ ويرد عليك بمثلها أو أحسن منها! ثم تسأله: شلون نجاد؟! شلون النووي؟! يعطيك خبزك تعطيه فلوسه وتمضي قائلا: خدا حافز!
وإذا ذهبت إلى بائع «النخي والباجلا» الأفغاني فتسلم عليه، وتسأله عن أحوال «حامد كرزاي»! أما إن كان ملتحيا، فإنك تسأله عن أحوال «ملا عمر»! ثم تأخذ مبتغاك من «النخّي» أو «الباجلا» وتمضي إلى حال سبيلك!
وهكذا تفعل حينما تذهب إلى الحلاق «الباكستاني» وتستفتيه بين «مشرف» و«نواز شريف»! يحلق لك شعرك، تعطيه أجرته وتمضي!
أما ما حدث لابنتي فهو خارج تلك القواعد التي استقرت عليها الحضارات البشرية منذ أبينا آدم إلى أبينا «بوش»! فلقد ذهبت إلى الصيدلية لتأخذ دواء قرره لها الطبيب ولكنها بدل الدواء نالت درسا «دينيا وأخلاقيا» لم تكن بحاجة إليه، بل سبّب لها آلاما وخرجت من المستشفى بعلل أكثر مما دخلت!
أما القصة يا سادة يا كرام، فإن ابنتي توجهت لشباك صرف الأدوية في أحد مستشفيات حكومتنا «الرشيدة» وبعد أن ألقت السلام على الشخص المختص بصرف الأدوية وناولته الوصفة الطبية التي أعطاها لها طبيبها، متوقعة أن يسلك سلوك «الخباز» أو «بياع الباجلا» أو «الحلاق» فوجئت به ينطلق عليها عشوائيا كصواريخ صدام التي كان يطلقها لاسقاط الطائرات الأميركية فإذا بها تصيب مصنع عرق «بوكلبجة»! راح صاحبنا رهين شباك الأدوية يحدّث ابنتي في «العنعنة» وعن فلان رضي الله عنه عن فلانة رضي الله عنها عن أبيها وهكذا، وابنتي على عجلة من أمرها حيث كانت متوجهة إلى محاضرة علمية لتهيئتها لدراسة «الطب»! ولما كانت هي في وادي «العلم» وصاحبنا في وادي «الجهل» فهي لم تفهم منه كلمة واحدة، وكل ما خرجت به من نتيجة هو مطالبته لها بارتداء «الحجاب»!
انهارت البنت وبكت وخرجت من المستشفى دون أن تأخذ الدواء الذي اضطرت لشراء أفضل منه من الصيدلية التجارية، ورغم انها - والدمع يجري من عينيها - توجهت للمسؤولين في المستشفى للشكوى، فإن أحدا لم يمكّنها من ذلك، معتبرين أن ما تفوّه به رهين الشباك حق له! ولكنهم في الحقيقة كانوا خائفين منه، حيث إنه «تبع» أحد أعضاء مجلس الأمة من تلك «الجماعات» التي لا ترد لها كلمة ولا يعصى لها أمر!
ويأيها الكويتيون، كونوا «بنغلاديشيين» وتعالوا إلى الكويت أحسن لكم!