صالح الشايجي
حينما كتبت امس عن «ابنتي ورهين الشباك» والاهانة التي لحقتها وسببت لها آلاما نفسية، وعدم تمكينها من الشكوى، لم اكن اقصد - بطبيعة الحال - الشكاية ضد ذلك الموظف الحكومي، وذلك لايماني بضعف حكومتنا وعجزها عن حماية مواطنيها وحفظ كراماتهم، لان ذلك الامر ليس داخلا في اهتمامات حكومتنا ولا يشكل لديها هاجسا، لا لانها لا تريد ان تكون حكومة سوية كسائر الحكومات الاخرى، ولكن لانها لا تستطيع ولا تقدر بسبب خوفها وضعفها وارتعادها وارتعاشها وهشاشة تشكيلها ومواقفها!
للدول الاخرى حكومة واحدة مشكّلة من مجموعة وزراء، اما عندنا، فكل وزير هو حكومة بذاته، والقاسم المشترك بين هذه «الحكومات» او الوزراء هو الضعف وقلة الحيلة والخوف، وتلبية شروط بعض الجماعات التي يربطها بها حبل سري، فإذا انقطع هذا الحبل، انقطع حبل الحكومة وتساقط غسيلها، وتعطل الوزراء وتبطلوا وراحوا يبحثون عن «لقمة العيش» من مصادر اخرى!
حينما ختمت مقالة امس، بتقرير ان «البنغلاديشي» في الكويت هو خير حالا من الكويتي، فلم يكن ذلك من باب التهويل والمبالغة او لحشد الكويتيين ضد «حكوماتهم» ووزرائهم او انني ابحث عن انصار فيما انا متضرر منه للضرر الواقع على ابنتي، ولكن لان للبنغلاديشي سفارة تدافع عن حقوقه، ولكن ليس للكويتي سفارة في الكويت، بل ان له حكومة تظن انها تملك الكويت والكويتيين، وبالتالي فإنها حرة في رعاياها او «عبيدها» تسومهم اصناف العذاب آناء الليل واطراف النهار، ولا تتحرك لها شعرة لو مس واحد من ابناء الكويت بكرامته او عرضه او ماله او حتى حياته!
صيرتنا الحكومة عبيدا نأتمر بأمرها، علينا واجبات وليس لنا من حقوق، الا من رضيت او خافت منهم الحكومة من تلك الجماعات التي تتحالف مع الحكومة في طريق تهديم البلاد وتخريبها فتلك الجماعات هي صاحبة الحظوة في البلاد وهي التي طوعت الحكومة واذلتها وجعلتها مجرد سوط في يدها!
ما كتبت للشكوى او تخليص الحقوق، ولكن لفضح هذه الحكومة العاجزة الخائرة الخائفة، ويكفيني ذلك شرفا ووطنية لا تحظى بشعرة منها هذه الحكومة.