Note: English translation is not 100% accurate
التمثيل خارج النص
الأربعاء
2006/10/25
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : صالح الشايجي
معظم الانشطة الانسانية قابلة للاحتكار ضمن اطار «الوطنية» و«المحلية» واخضاعها للمواطنين من اهل البلاد، ما عدا الإبداع الفني والادبي، فهما غير قابلين للاحتكار ويرفضان القيود والخضوع لمفهوم «الوطنية» و«المحلية» لأنهما إبداع للبشرية كلها لا للأقربين دون الأبعدين.
ومصر بالنسبة للدول العربية اكثر الدول ايمانا وتطبيقا لهذا المبدأ، وفي تاريخها الادبي عرفت مؤسسي جريدة الاهرام «اللبنانيين» و«جورجي زيدان» وفي المسرح عرفت «يعقوب صروف» وفي الادب عرفت «علي احمد باكثير» اليمني، واستضافت ـ حتى وفاته ـ المفكر السعودي الكبير «عبدالله القصيمي»، وفي الفن التمثيلي والغنائي والموسيقي عرفت سلسلة بدأت ولا تنتهي:
فريد الاطرش وأسمهان وعبدالسلام النابلسي ونور الهدى وصباح ونجاح سلام والياس مؤدب وحسيبة رشدي و.. و..!
واليوم ستديوهاتها وبلاتوهاتها ومسارحها وقنواتها الفضائية تعج بالعديد من الاسماء العربية التي لا تنتمي لمصر كوطن، بل تنتمي لها كروح تستهوي المبدعين وكأرض فسيحة وفضاء واسع يقبل ولا يرفض كل مبدع ايا كان شكله او لونه.
هكذا هي مصر المبدعة، ولكن احد الممثلين المصريين المغمورين يحاول اليوم ان يمحو تلك الصورة المصرية الزاهية، باحتجاجاته المتواصلة على تمثيل احد الممثلين السوريين في احد المسلسلات المصرية، مدعيا ان مثل هذا الامر لا يجوز بل يتعين ان يمثل المصريون ـ فقط ـ في المسلسلات والافلام المصرية.
وهذا ـ لعمري ـ منطق غريب لسنا بحاجة ـ معه ـ لأن نرد بأمثلة من هوليوود الاميركية والتي استقطبت فناني اوروبا واستراليا لتمنحهم قمم الادوار والافلام الخالدة، وما «عمر الشريف» الفنان المصري إلا شاهدا على هذا الانفتاح الفني الاميركي!
بل نرد على هذا المنطق الخرب والمخرب لذلك الممثل بأمثلة مصرية صرفة سقناها في بداية هذه المقالة.
أما ما يفرح القلب ويسر الخاطر، فإن ذلك الممثل المغمور والذي يبدو انه يجيد لفت الانظار اليه من خلال مثل هذه المحاولات البائسة، لم يجد من يسانده في دعواه، بل ان الهجوم عليه جاء كاسحا من قبل الممثلين والكتاب المصريين جميعا ودون استثناء!
اقرأ أيضاً