صالح الشايجي
أشرت في مقال سابق الى ان وزارة الإعلام «لا تخاف ولا ترتعش إلا من أعضاء مجلس الأمة!» وحين قلت ذاك لم أكن واهما ولا راجما بالغيب، بل كنت على درجة أكيدة من الثقة، وقد صدّقت الأيام قولي، وذلك حينما هدد بعض أعضاء مجلس الأمة بمساءلة الوزير بسبب صور «خليعة» - كما زعموا - تنشرها بعض الصحف! وما علموا أنه لا مجلسهم ولا حكومتهم ولا وزارة إعلامهم، تملك تلك الصحف أو ان لها عليها سلطة سوى سلطة القانون الذي يفهمه ويعرفه أصحاب الصحف ويلتزمون به، أكثر مما تعرفه وزارتهم بمستشاريها الكثر الذين قيل انهم وفي آخر احصاء لهم، قد بلغوا ثلاثة أضعاف عدد سكان الصين! وان وزارة الإعلام تفكر في إنشاء مدينة فضائية لهم، لأنه - أولا - ليس من مكان على الأرض يستوعبهم لكثرتهم، وثانيا - لإبقائهم في الفضاء لأن الوزارة ليست بحاجة لخدماتهم، ولأنهم زائدون عن الحاجة!
نعود إلى رأس الموضوع حتى لا نصدّع رأس القارئ، فبمجرد أن أحس وزير الإعلام بذلك الحسس وبتلك العيون الحمراء في بدء اشتعالها وتوقدها التي «باوع» بها أعضاء المجلس المهددون بالمساءلة وزير الإعلام، حتي استدعى مستشاريه من رحلتهم الأولى للفضاء الخارجي لتفقد مدينتهم «الهوائية» طالبا منهم إخراجه من ورطة ذوي العيون المجمّرة؟! فصاحوا بصوت واحد ارتجت له أركان الأرض ويقال إنه تسبب في زلزال اليابان الأخير واشعال حرب «جورجيا» وخفض سعر البترول وهبوط البورصات العربية ومقتل «سوزان تميم»، قالوا: لبيك وسعديك! وما هي إلا لحظات حتى جاءوه بالحل السحري الذي يطفئ جمر العيون المشتعلة الملتهبة!
ما الحل؟!
الحل كمن في ذلك الإعلان الهازئ الهازل الهزيل الذي نشرته الوزارة عن تصديها لكل ما يخالف «عاداتنا وتقاليدنا وشريعتنا السمحة» في الأعمال الدرامية التلفزيونية! ولم تنس ان تحذّر «على الطريج» محطات التلفزيون الخاصة!
يـقـول الراوي: إنه فعلا كان حلا سحريا وان العيون المشتعلة الحمراء الملتهبة قد انطفأت وصارت بيضاء!
يضيف الراوي: ان شعوب المستشارين عادت بعد ذلك الى مركباتها الفضائية مواصلة رحلتها الى مدينتها «الهوائية»!
هذا ما قاله الراوي، ولم أقله أنا!