صالح الشايجي
ليس ذلك من باب جلد الذات، حين ننعى ما ننعى من خراب في بلادنا حل بأوصالها فأوحلها وقطّعها!
ليس من عاقل يجلد ذاته، أو يقبّح جميلا أو يكدر صافيا أو يعكّر حلوا فراتا! ولكن حينما يكون القبح هو سيّد ما تقع عليه عينا المرء، فلابد للإنسان ان يدافع عن حقه في رؤية الجمال وفي تنظيف بصره من الملوثات البصرية وسمعه من الملوثات اللفظية!
دعا الفنان «داود حسين» إلى تشريع يحمي الفنان الكويتي وهو لا شك محق فيما دعا إليه، ولكن ما يجب أن ندعو له جميعا، هو تشريع يحمي الكويت وكل من تُظله سماؤها أو تدب قدماه فوق أرضها، من كويتيين ومقيمين! وإلى تشريع يدافع عن الجمال والحرية والحق والعدل، وكلها مهدورة على أيدي حفنة من الناس سيّدهم القدر الغادر علينا في ظلمة من دهر وموات من ضمير، فصاروا سادة لنا يسيرون يطفئون المشاعل ونحن في ظلهم نسير أتباعا أذلاء!
إن الاستسلام المتوالي وعمليات تسليم «الأسلحة» ورفع الأيادي والرايات البيض من قبل الناس، جماعة إثر جماعة، هو الذي مكّن هؤلاء منّا وسيّدهم علينا، حيث خارت قوى الناس والجماعات ومات ما يسمّى بـ «المجتمع المدني» الذي بات آثارا دارسة داستها أقدام الغلاة والطغاة الصغار الذين حلوا في أكبادنا في ليل بهيم مدلهم لا يرحم ضريرا ولا يحن لصغير باكٍ!
إن الحال في بلادنا ماضية إلى مزيد من النكوص والتراجع والخنوع! والرجعيون أبناء الكهوف وعشاق الظلام ماضون إلى مزيد من السيادة والقوة والبطش ونحن ما نحن إلا أشباح ناس كانت لهم إرادة وحقوق وآمال في بلادهم أن ترتقي وترتفع وتتسنم ذرى الاكتمال، فجاءتنا الرماح من كل صوب لتخترق خواصرنا وقلوبنا وعيوننا، فبتنا مخترقين ننزف دما ونئن ألما!
فمن يحمينا، ومن يحمي بلادنا قبلنا؟!