صالح الشايجي
«انسدحت» أي «اضطجعت» ثم «تلحفت» أي «تغطت» ثم نامت وفي نومتها هذه رأت رؤيا! اللهم اجعلها رؤيا خير!
أما التي «انسدحت» و«تلحفت» ونامت، ثم حلمت، فهي ليست من بنات «الإنس» ولا «الجن»، بل إن «تاء» التأنيث لحقتها، لأنها اسم جماد «مؤنث»!
للاختصار نقول إنها بلدية الكويت التي منذ اطلقتها امها الى الحياة منذ ما يقارب ثمانين عاما، وهي تغط في سبات عميق، وكأنما هي مصابة بمرض النوم المزمن، أو بـ «ذبابة تسي تسي» التي قرأنا عنها في كتب الجغرافيا المدرسية، ولم نسمع أو نقرأ عنها بعد ذلك، ويبدو أن «بلدية» الكويت قد احتكرتها لنفسها حتى لاتصحو أو حتى لا ينام أحد غيرها بسبب إصابته بـ «تسي تسي»!
أما عن «كنه» الرؤيا التي رأتها في نومة «تسي تسي»، فقد حدثت قبل حلول رمضان بأيام قليلة، حيث انها رأت في ذلك المنام أن تصدر قرارا بمنع نصب اعلانات التهاني بحلول رمضان من قبل الافراد في الشوارع والميادين، وهي العادة التي شاعت مؤخرا في البلاد وتخصص فيها الأصغرون من القوم والذين يبحثون عن تواجد رخيص في عيون الناس وذاكراتهم! فصار المرء السائر في شوارع الكويت يرى الأعاجيب والهوائل والمصائب والمصاعب واسماء ما أنزل الله بها من سلطان!
«فلان الفلاني» يهنئ سكان منطقة «كذا» مرة لمناسبة «رمضان» يعقبها «عيد الفطر» ثم «الحج» فـ «عيد الاضحى»، ثم بعودة الحجيج ثم بـ «محرم»! وبعد أن تنفد خزانة «الروزنامة» من المناسبات الدينية، يُعمل فكره ويأخذ «يفكر» ثم «يفكر» ليتفتق ذهنه «العبقري» عن مناسبات اجتماعية أو وطنية، فيهنئ بـ «العيد الوطني» ثم «عيد التحرير» و«عيد الأم» وانتهاء الموسم الدراسي وبدء العام الدراسي وبداية فصل الصيف وبقية الفصول، ولكل فصل من الفصول أو مناسبة من المناسبات تهانيها الخاصة! ولاينسى طبعا أن يهنئ ببدء أنشطة «هلا فبراير» ثم بانتهائها، وكذلك بدايات الدوريات الرياضية مثل كرة القدم والسلة والطائرة.. الخ! اي ان السنة عنده كلها أعياد وتهان وأفراح!
ولكن أهم ما في القضية، أن هذا الشخص من يكون؟ يعني «منهو»؟! لا أحد بين الذين يهنئهم يعرفه! إنه اعتداء صارخ على الذوق العام وعلى الناس وخطر على المرور!
ولا يفوتني في الختام أن اهنئ بلدية الكويت على ذلك الحلم (وردي نامي) تصبحين على خير.