صالح الشايجي
أيهما أهم للإنسان؟ السمعة أم المال؟
هل يغني الإنسان ماله الكثير عن سمعته اذا ما تعرضت للخدش والتناول والتطاول والتشكيك، مقرونة كلها بالحسد والتأويل والتقول؟
ألا يتمنى الإنسان حينما يتعرض لمثل هذا الموقف وحين تُلاك سمعته ويتطاول عليه العامة والدهماء والسوقة، ان يستعيد سمعته ونقاءه وان تكف الألسن عن لوك سمعته وسيرته، حتى وان ضحى بماله كله ليعيش هادئ البال قرير العين، لا حاسدين ولا شامتين يتحوطونه من كل صوب.
وهذه الفكرة والتفكر في مثل هذه القضية، جاءا من وحي متابعتي لما يكتب في الصحافة المصرية عن الملياردير المصري ورجل السياسة وعضو مجلس الشعب في مصر وأمين السياسات في الحزب الحاكم «أحمد عز» أو كما يسمى «ملك الحديد».
فهذا الرجل وهو مازال شابا دون الخمسين من عمره وتقدر ثروته بـ 50 مليار جنيه، اي اكثر من 8 مليارات دولار، لا تتركه الصحف المصرية من التناول اليومي والغمز واللمز والتشكيك والاتهام، ويشتد بعضها ويحتد وتطيش سهامه نيلا من الرجل ومن سمعته.
لم أكن اعرفه أو رأيته، وإن كنت سمعت باسمه مجرد سماع دون تفاصيل، حتى كنا مرة في دعوة على الغداء في أحد فنادق القاهرة وكان معنا صديق مصري، ونبهنا الى ان ذلك الرجل الجالس على الطاولة المجاورة لنا هو أحمد عز، وراح يشرح ويفصل ويردد ما تردده العامة والصحافة عنه، فلما التفت اليه وجدته شابا ذا شكل أقرب ما يكون الى فناني السينما والمسرح والغناء، باسما لا تبدو عليه غلظة أو كبر أو عجرفة، وهكذا ايضا وجدته حينما استضافته احدى الفضائيات المصرية.
رحت أفكر في جدوى ان يكون الإنسان غنيا حتى وان لم يكن «ملياردير»، ولكن سمعته عند الناس تشوبها سلبيات كثيرة، ويتم نهش عظمه ولحمه وجلده على مدار الساعة وتتوالى السهام عليه من كل نبّال وطبّال وعتّال؟! وقديما قالوا: «ذو النعمة محسود» وحين تكون عيون الخلق جميعا مبحلقة في هذا الغني، ويحصد الناس عليه حركاته وسكناته ويعدون أنفاسه فإن الثروة في هذه الحال تكون نقمة لا نعمة!! وليعن الله الأغنياء.