صلاح الساير
كما البيوت التي نسكنها نحن.
شخـصيتنا، افكـارنـا، سلـوكـنـا.
فلدينا بوابات وشرفات وسراديب وادوار واحواش وحدائق خلفية ومخازن «نزبل» فيها ما لا نود ان يراه الآخرون.
نحرص على جمالية الواجهة الأمامية في عيون الضيوف والجيران، ليلقي الإهمال بظلاله القاتمة على الزوايا القصية فينا، فيعلوها الغبار والصمت.
لو فتشت في مخزن منزلك، او ملفاتك القديمة، او ادراج مكتبك لوجدت اشياء كثيرة مهملة لم تكن كذلك في الأمس، غير ان عجلات الزمن تدور، فتم ترحيل المهمل من الضوء الى العتمة، وطوينا الذكريات الملحقة بها.
ولو اننا فتشنا في وجدان شخوصنا، وتعمقنا في ضميرنا، وتوقفنا عن لهاثنا اليومي، لوجدنا في دواخلنا العميقة اناسا ومشاعر وقيما واحداثا وذكريات، اهملناها وتناسيناها وألقينا بها في جب الذاكرة.
نحن كما البيوت مساكن.
بعضنا منزل للاقامة الدائمة، وبعضنا الآخر بالكاد «نزل» يحط فيه العابرون. وبعضنا بيوت آيلة للسقوط.