صالح الشايجي
هل الدفاع عن النفس مشروع في الاسلام أم لا؟!
هذا السؤال نوجهه للشيخين «اللحيدان» و«بن جبرين» اللذين أفتى أولهما بقتل أصحاب الفضائيات «العابثة» والتي تدعو الى المجون والضحك! وأفتى ثانيهما بحبس الصحافيين والكتاب وجلدهم إن هم «تطاولوا» على المشايخ والعلماء!
لا أظن أن أحدهما سيرد بـ «لا» على سؤالنا، بل سيطنب في الحديث ويستفيض في الشرح ويزيد مبينا حق المرء في الدفاع عن نفسه، مستعينا بالمصادر الاسلامية الجليلة من قرآن وسنّة ومستشهدا بوقائع وأحداث، ليؤكد حق الانسان في الدفاع عن نفسه.
اذن فليأذن لنا «الشيخان» بالدفاع عن أنفسنا! انسجاما مع روح الاسلام وتعاليمه السامية، والدفاع هنا ليس بالضرورة أن يكون دفاعا مباشرا عن الذات، بل هو دفاع عن النفس الانسانية ككل.
فنحن - مثلا - لا نملك فضائيات من تلك التي عناها الشيخ «اللحيدان» في فتواه، ولكن حق لنا الدفاع عن النفس البشرية لأصحاب تلك الفضائيات.
ثم هو ينطوي على دفاع وقائي عن الذات دفاع مباشر عن النفس، فما أدرانا وماذا يحمل المستقبل لكل منا، فقد نكون يوما من أصحاب تلك الفضائيات، لذلك نحن نشرع في الدفاع المبكر عن الذات منطلقين من هذا التصور.
أما فتوى الشيخ «بن جبرين» فهي تتصل بنا مباشرة، كوننا كتابا أو صحافيين، لذلك حق لنا الدفاع عن أنفسنا، قبل أن تلهب ظهورنا سياط «الشيخ».
في مثل تلك الفتاوى تنفير للناس من الدين الاسلامي، الذي يحاول بعض المشايخ حصره في العقوبة والزجر والنهي والانغلاق وعدم الانفتاح على العالم وعلى الحياة المعاصرة للفرد، والشيخ «اللحيدان» له فتوى قديمة قبل خمسين سنة، يحرم فيها التعليم والعلم، لأنهما يبعدان المسلم عن تعلقه بدينه! وهذا ما تم نشره في سيل الردود الكثيرة على الشيخ «اللحيدان» لتأكيد ايمانه بالانغلاق وعدم التفتح وإعمال العقل ومؤانسة الواقع والتأقلم معه.
ومثل هذه الفتاوى تدعونا لتصور ماذا لو كان الحكم والملك لأصحاب مثل هذه الفتاوى والعقول الرافضة للتعامل الواقعي مع الحياة؟! ماذا سيكون مصير البشر في بلدان يحكمونها؟!