صالح الشايجي
«إن الإسلام لم ينتشر بحد السيف»! كان سلاما وعدلا ورضا، يحق الحق ويقيم العدل وينصف الناس ويساوي بينهم في البلدان التي يدخلها معتمدا على عدالة رسالته وسماحتها.
هكذا تعلمنا وهذا ما دأبت عليه أدبياتنا الإسلامية لتؤكده وتشيعه لدى الناس وبالذات في الأمم والأقوام الأخرى.
ولكن الذي يحدث الآن من المسلمين أنفسهم، هل يحدث ليؤكد تلك الرسالة أو الحقيقة التاريخية للإسلام وسماحته وسموه، أم العكس؟!
إن جرائم متتاليات تسفك الدم بالأطنان وتشرد الناس بالآلاف، وتخلف معاقين فاقدين لعيون كانوا يرون بها، وأقدام يسيرون عليها أو أياد كانوا يقتاتون بها! تحدث تلك الجرائم باسم الإسلام وتحت مظلته وتدثرا برايته!
هؤلاء - نعلم - هم مجرمون حقيقيون وقتلة وكفرة ترفضهم الأديان كلها وتأبى انتماءهم إليها، سواء كانت أديانا سماوية أو من صنع البشر! ليس على هذا خلاف، «بن لادن» و«الظواهري» وجماعة القاعدة وطالبان وكل من سار في ركب الدم هم كفرة مجرمون قتلة مرضى نفسيون، لأنهم زجوا بالإسلام في جرائمهم وجعلوه سلما يتسلقون عليه! نعم ليس على هذا خلاف، ولكن أن يظهر في المشهد عقلاء القوم ومن أوكلت إليهم مسؤوليات دينية في مجتمعاتهم، ليفتوا بالقتل المجاني ويحرضوا عليه، هكذا قتلا مشاعا، ولمن لمسلمين مثلهم، فذلك ما يعجز المرء عن تفسيره، وسلخه عن رسالة «القاعدة» الإرهابية ولخدش تلك الصورة التي تظهر الإسلام بأنه دخل إلى القلوب بسماحته لا بحد السيف.
يخرج ضمن هذا المشهد المستحدث والذي ينضم فيه عقلاء الأمة إلى سفهائها ومجرميها ليسيروا في خطاهم، «مفكر إسلامي» اسمه «محمد عمارة» ليعلن على الملأ وفي مناسبة شعبية رمضانية أقيمت في القاهرة تأييده وتحيتـه لـ «القاعدة»!
هذا المشهد الإسلامي المستحدث، مشهد انخراط عقلاء الأمة، انخراطا ذيليا في صفوف الإرهابيين والقتلة، هل سيبقي في أذهان الأمم الأخرى شيئا من تلك الصورة التي رسمناها للإسلام وأنه لم ينتشر بحد السيف؟! أشك في ذلك!