صالح الشايجي
أسوق هذه القصة واهديها للمغترين بالديموقراطية الكويتية والمغرورين بها والمغشوشين بشعاراتها والمصدقين - فعلا - ان في الكويت ديموقراطية.
وسأدخل في القصة مباشرة، وما يهمني منها هو لبها لا تفاصيلها، فلقد حدث في احدى المدارس الخاصة في القاهرة، ان جرى تصوير احداث فيلم تشارك فيه اللبنانية «هيفاء وهبي» فقامت قيامة مشعلي الحرائق وناشري الشائعات، وادّعوا ان «هيفاء وهبي» صورت مشاهدها في المدرسة بملابس «خليعة»، هكذا قالوا وهذا ما يصدح به احد اعضاء مجلس الشعب هناك لائما مقرّعا وزير التعليم!
اتضح فيما بعد ان مشاهد «هيفاء» لم تصور داخل المدرسة، بل خارجها، وثانيا ان «هيفاء» لم تكن بملابس «خليعة» كما ادّعوا، بل كانت بملابس صعيدية! يعني في غاية الاحتشام!
هذه هي القصة باختصار، اما الشاهد الذي اردت اقامته كدليل على زيف ديموقراطية الكويت، فهو ما رد به صاحب المدرسة على وزارة التعليم، حيث قال: انه ليس من حق الوزارة التدخل في شؤون مدرستي فهي مدرسة خاصة ليس لوزارة التعليم سلطان عليها لا من حيث المناهج، ولا من حيث الادارة وكيفية التصرف في المدرسة!
هل يجرؤ احد اصحاب المدارس الخاصة عندنا على هذا القول، ضد وزارة التربية؟!
هل تحميه «ديموقراطيتنا» التي نتشدق بها ليل نهار؟!
وهل - فعلا - وزارة تربيتنا لا سلطان لها على المدارس الخاصة؟ ام انها تستعبدها وتسترقّها وتلهب ظهورها بالسياط، وتتدخل في شؤونها كافة وتغل ايدي اصحاب المدرسة حتى عن شؤون ادارتها، ناهيكم عن المناهج وتحويرها وتحريفها لتتوافق مع التخلف السائد الذي يحكم وزارة التربية؟!
ثمة امثلة كثر على هذا التدخل والتعسف الذي تمارسه وزارة «قراقوش» ضد المدارس الخاصة عندنا، وانا شاهد عليها، فلقد قامت الوزارة بشطب صورة «خنزير» تضمنها كتاب العلوم لاحدى المدارس الخاصة، كما قامت الوزارة المحترمة «راعية العلم» بشطب فقرة كاملة تتحدث عن الديانة المسيحية من احد الكتب التي تدرّسها احدى المدارس الخاصة لطلابها!
هذا فضلا عن الحفل الذي كان طلبة احدى المدارس الخاصة يزمعون اقامته بمناسبة تخرجهم، وكان مكان الحفل في قاعة احد الفنادق، لا في المدرسة، فقامت وزيرة التربية «الليبرالية» بإلغائه، فكسرت قلوب الطلبة وخزّنت الحزن والجراح في نفوسهم!
شتان بين تلك القصة المصرية وبين ما هو عندنا!