صالح الشايجي
نسبة الذين صوتوا في انتخابات مجلس الامة الاخيرة لم تتعد الـ 60%، وهي، كما نرى وبالمقارنة بما اعتادت عليه العملية الانتخابية في الكويت، نسبة متدنية جدا، قياسا بما سبق في انتخابات السنوات السابقة والتي كانت تتجاوز نسبتها في بعضها الـ 80%.
واذا اردنا ان نجري عملية حسابية لمعرفة اعداد المشاركين في التصويت في انتخابات 2008، فإن الناتج لا يزيد على 180 الفا، وهي نسبة لا تتجاوز الـ 18% من عدد الكويتيين!
هذه النسبة المتدنية جدا جدا هي نسبة من ابسط ضروراتها ان تسحب الشرعية من مجلس الامة الحالي، وفي اجلى صورها فإنها تسحب شرعية العملية الديموقراطية القائمة برمتها.
هذا استنتاج طبيعي خال من العدائية، سواء لمجلس الامة الحالي بمشتملات خوائه وتدنيه، او للعملية الديموقراطية بمشتملاتها كافة، من ألفها الى يائها.
ثمة نقطة تنطوي على اهمية كبيرة لابد من ايرادها، وهي ان هذه النسبة المشار اليها عاليه أي الـ «18%» يجب ان نخصم منها الذين لم يفز مرشحوهم والذين ذهبوا الى صناديق الاقتراع مدفوعين إما بمطامع شخصية يحققها لهم مرشحهم في حالة فوزه أو بدوافع عقائدية سواء سياسية او طائفية او قبلية وما الى ذلك، وهؤلاء الذين لم يكتب النجاح لمرشحيهم باتوا خارج الحسبة ومن ثم النسبة، بل شكلوا رأيا سلبيا او معاديا لنتائج الانتخابات وافرزت لنا هذه النسبة المتدنية خمسين نائبا، هم الذين احتكروا مصائرنا!
اذن، الحقيقة التي لابد ان يعيها الكويتيون جميعا ان نسبة تقل عن 18% وبما افرزته هي التي تشكل مصيرهم وترسم مستقبلهم وتتحكم في مصائرهم ومصائر ابنائهم! وهذا ما يجب ان يكون محفزا ودافعا لهم للتحرك ضد الوضع القائم، وما يترتب عليه من تشريعات ينتجها مجلس الامة.
ان المجتمعات الحية والغيورة على وطنها لا تستجيب ولا ترضخ لو كان وضعها مثل وضعنا الحالي، بل تسعى الى نسفه وتغييره بالطرق الواقعية والسلمية، تشتعل في دواخلها غيرتها على وطنها ومستقبل ابنائها، وتسعى الى ابقاء وطنها تحت الشمس وملء السمع والبصر، لا مطمورا تحت التراب كما هو عندنا.
تلك رسالة احمل امانتها لكل كويتي، فعساهم يعقلون!