صالح الشايجي
«الكويت دائمة ونحن زائلون»!
ذلك شعار علينا الا نكتفي بكلماته المؤثرة والبليغة، بل ان علينا ان نستبطنه ايمانا لا يتزحزح في صدورنا ولا يتزعزع.
ليس لأحد من مصلحة في ان تصل الامور في البلاد الى هذا الحد التراجيدي الكوميدي، ونحن مجرد متفرجين ونظارة، نصفق لهذا الفريق ونستهجن ما يصدر من الفريق المضاد، نحزن تارة ونضحك اخرى وكأننا حضور مسرحية هزلية حينا وتراجيدية حينا آخر.
ان الدستور الذي يفرح به البعض ويقيمون في ذكرى مولده الافراح والاعراس ويدقون الطبول حول سياجه، هذا الدستور هو أسّ البلاء ورأسه! انه دستور غير رشيد ولا مرشّد، يأتي بأناس لا يشترط فيهم اقل الشروط الواجب توافرها في شخص يتقدم لوظيفة في الدولة ليعطيهم حق حمل السيوف والبتر والعزل والتقرير عن امة بأكملها! يتحدثون بلسانها ويتقدمون خطاها في موكب مطفأ السراجات! يهجرون الأمة حين يريدون، ويفرجون عنها ان آذاهم انين المحتجزين، ولن يؤذيهم!
ان السلطات المطلقة التي يمنحها الدستور لعضو مجلس الامة تجاوزت كل حد معقول، ونحن لسنا في مجتمع ملائكة، نأمن فيه ان يقدر الانسان السلطة الممنوحة له ويحسن التعامل معها ويسخرها للصالح العام.
ان كل ضمير كويتي، وان عظام اجدادنا في قبورهم، يطالبون بالغاء الدستور وما ترتب عليه، الغاء كاملا، لنزيح عن طريقنا تلك العقبة الكأداء المسماة «مجلس الأمة»!
ان الحل «الدستوري» لا يكفي لأنه ان غُيّر فإنه سيغير المصائب بكوارث! وكفانا بكاء ونواحا وحزنا وكمدا، وآن لنا ان ننطلق في دروب الحياة ونرى بلادنا مثل البلاد الاخرى من حيث الاستقرار والبناء والتنمية والحرية والسيادة.
وانني اذ احيي النائب حسين القلاف على اطلاقه النداء بتعليق الدستور وحل مجلس الامة فإنني اقرن تحيتي برجاء ان يقدم استقالته من هذا المجلس المشين المعيب، ليضرب مثلا في استشعار الخطر، ولعله يوقظ نيام النواب فيحذون حذوه!