صالح الشايجي
لسنا في «رجب» ومع هذا رأينا العجب!
العجب، هو كل مستغرب وما يستطيل ويستحيل على العقل تصديقه!
أما العجب الذي رأيناه وسمعناه ونحن لسنا في «رجب»، فهو تكريم مهرجان دمشق السينمائي لـ «نادية الجندي»؟! وما أدراك ما «نادية الجندي».
آسف «ما» لغير العاقل، أما للعاقل فلنستخدم «من»، فنقول وما أدراك من «نادية الجندي»؟!
امرأة تبيع جسدها للعيون البصاصة ـ ليس كله ـ ولكن بعضه أو بعض بعضه، ولكن هذا «البعض» أو «بعض البعض» هو ذلك «البعض» المؤثر! وطبعا «ممنوع اللمس» أو «اللمس ممنوع» لعينيك فقط حرية التمتع والمشاهدة، ساقان طويلتان وفخذان لهما حرية السياحة في عيون البصاصة وبطن مهصور وظهر كقطعة من مرمر حتى أجمل، ونهدان لا يبرحان عيون المشاهدين!
رقص وهز وهز هزة واستلقاء على فراش وثير وعلى كل جنب، مرة على البطن لإراحة الأرداف ومرة على الظهر ليستريح الفراش، وعيون المشاهدين «الكرام» يصيبها الرمد الحبيبي والرمد الربيعي وربما التراخوما! عيون لا تهدأ ولا تستريح حتى بعد أن تأخذ الست «نادية» ثمن شباك التذاكر، ثم تختفي حتى فرجة أخرى تتغير معها الأزياء، بينما القصة والحدث والدراما هي هي، «تيتي تيتي» لا فرق بين أول فيلم سطعت فيه عليها الأضواء الكاشفة، وصاح المخرج «أكشن» وحتى آخر فيلم.
قصة موحدة منسوخة، امرأة فقيرة تنتمي للقاع، خادمة، أو زوجة بواب، أو متسولة أو.. أو.. ثم بدهائها و«إثارتها»، تسدح الرجال واحدا بعد واحد، وتشدخ بهم رجلا في إثر رجل، لتضحى هي الحاكمة المحكّمة والغنية والمتحكّمة!
تلك هي الست «نادية الجندي»، وذلك كل ما فعلته في السينما وللسينما، جنس رخيص بشع لو بيع على قارعات الطرق ما امتدت إليه يد بالشراء، ولأشاحت عنه العيون وطال الصدود! إذن على ماذا يكرمها مهرجان دمشق؟! ونحن نعرف ان دمشق لا تطلق رخيص الفن ولا تشجع عليه، بل هي قلعة لكل محترم من فن وأدب وثقافة، فكيف هذا المنزلق بتكريم «نادية الجندي» والاعتراف بدورها في الفن السينمائي، وهي التي أعطت المخرجين حرية التصرف في طريقة عرض جسدها، جهارا نهارا أو ليلا ذا عيون؟!