صالح الشايجي
مثلما يبدو على السطح وفي الظاهر وما تلتقطه العيون الجائلة في بلادنا، اننا خالون من عقد احترام الآخرين واعطائهم حقهم المعنوي والاعتراف بمكانتهم حتى وإن كانوا لا ينتمون الى بلادنا ولا حتى الى عصرنا.
نجد ذلك واضحا وجليا في اطلاق اسماء شخصيات غير كويتية على شوارعنا، فعندنا مثلا شارع يحمل اسم «حسن البنا» وآخر باسم «عبدالكريم الخطابي» وثالث باسم «جمال عبدالناصر» وأيضا «عبدالسلام عارف» وغيرها الكثير من الاسماء ذات الصفات أطلقت على شوارع بلادنا، رغم انتماء أصحاب تلك الاسماء الى بلدان غير بلادنا.
وذلك هو ما جعلني أقرر خلونا من العقد ومن النقص، فننسب الى ذوي الفضل افضالهم ونعلي مكانتهم، رغم الاختلاف الواضح حول أحقية بعض الاسماء بالتخليد والتكريم في بلادنا.
هذا يؤدي بنا الى الافاضة والتوسع في هذا المجال، وأقصد اطلاق اسماء شخصيات على شوارع بلادنا، لأخلص الى اهمية تكريم من كان لهم فضل مباشر على الكويت، أو انهم شاركوا في نهضة الكويت وعملوا في خدمتها، كل في قطاعه.
الذاكرة الكويتية القديمة تحمل أسماء حملت للكويت كل الخير، ولكن تم ـ مع الأسف ـ تجاهلها، ولم يتم تكريمها باطلاق أسمائها على شوارع كويتية.
هناك مثلا اسماء لامعة في أول بعثة طبية حديثة في الكويت والتي نقلت الطب من الخزعبلات والشعوذات وقلة الحيلة، الى الطب الحديث والعلاج بالدواء والآلة، وتلك هي البعثة الطبية الاميركية التي انشأت وعملت في المستشفى الأمريكاني.
هناك الدكتور «اسكدر»، و«خاتون حليمة» و«خاتون جميلة» وثمة اسماء اخرى ايضا! هذه الاسماء لماذا يتم تجاهلها رغم اياديها البيضاء في تاريخ الكويت؟!
وأيضا وأيضا وأيضا، هناك اسماء كثيرة وكبيرة في تاريخ الكويت العلمي والثقافي والفني والاقتصادي، مثل الدكتور «أحمد زكي» مؤسس مجلة العربي ورئيس تحريرها وهي المجلة التي كانت تمثل جناحا حلقت به الكويت عاليا قبل استقلالها ودستورها وديموقراطيتها وتمكن أجهزتها الاعلامية من نقل صورتها الى الآخرين! وهناك «زكي طليمات» واضع أسس المسرح الاكاديمي في الكويت، والدكتور عبدالرحمن بدوي الفيلسوف العالمي، والدكتور «زكي نجيب محمود» والطبيب «يحيى الحديدي» أول طبيب عربي عمل في الكويت.
وتلك الاسماء للتمثيل والتدليل، وربما هناك أهم منها لم يرد ذكرها. فلماذا لا نلتفت اليها ونرد جميل من أحسن صنعا لنا، ومن عاش بيننا، بينما نخلد من لا علاقة مباشرة لنا به؟!