صالح الشايجي
(أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا)؟!
الإجابة: نعم ـ مع الأسف! والأسف الأكبر انه ليس «أحدنا» بل ربما كلنا بتنا نحب أكل لحوم إخواننا أمواتا!
جريمة بشعة بكل المقاييس، فتاتان في أول العشرينيات من عمريهما، وجدتا مطعونتين عدة طعنات وصلت الى حد نحر إحداهما فماتت في الحال، أما الأخرى فتم إسعافها ولكن رحمة الرب سبقت وسلطان الموت حوّم!
أمّ هنا وأمّ هناك، وأب هنا وأب هناك، لنا ان نتصور حجم الفجيعة في قلوب تينك الأمين وذينك الأبوين، وقد حدث ما حدث لبنتيهم!
قبل ان تُلحد الفتاتان، وقبل ان تقرأ على روحيهما الفاتحة ويقام العزاء، تخرج بعض الضمائر من غيران الأفاعي السامة لتنشر سمومها وتنثرها في أوصال الجسدين الميتين الطريين! علاقات مشبوهة، مخدرات، دعارة، فساد، دمار، شكوك، انتقام.. الخ.. الخ، سلخ كامل لا لجسدين لن يضرهما سلخهما بعد ذبحهما، بل لروحين بريئتين طاهرتين، كل ذنبهما انهما تنتميان لمجتمع ذوي الدخول المرتفعة، واحداهما امها فنانة.
تجردت تلك السكاكين ـ الأقلام ـ من كل قيمة، وراح كل ذي سقم وعلة في ذاته الملتاعة، يصب حقده واصفراره الباطني على تينك الفتاتين الميتتين واللتين لم تطلبا الموت لنفسيهما ولم تشحذا السكين التي حزت رقبتيهما!
كيف لأم وكيف لأب مكلومين بقتل ابنتهما، كيف لهما ان يتقبلا تلك الافتراءات وذلك الطعن الشائن بابنتهما والتشكيك في أخلاقها وفي سلوكياتها؟! يريان روحها عارية ملقاة على رصيف وكل صوّب سهم التشفي عليها ونال منها وحصد!
كل ذلك يجري وساحة الفضائح الآن اكبر مما تعدون قوامها صحف سيّارة طيارة تتوالد في كل لحظة و«إنترنت» يلد في كل ثانية مليون كذبة وفرية وفضائيات تطرق السمع والبصر حتى وان كانا في بروج مشيدة! الطب الشرعي يؤكد عذرية البنت أما الأخرى فهي متزوجة، ويؤكد خلو جسديهما من المخدرات والكحول، ولكن خراب الذمم ويبابها لابد ان يبطحا تينك الفتاتين على محفة التشريح والتلويث والطعن!
نعم يحبون اكل لحم أخيهم ميتا! ويا أسفي ويا أسف القيم، كيف ينحدر الخلق الى هذا الدرك السافل؟! هل يرضى أولئك الوالغون في أعراض الموتى ان يلغ احد في اعراضهم؟! لا نتمنى ان يلغ احد في اعراضهم ويعبث بها وينشرها على حبال الكذب، ولكننا نسألهم، كيف وجدتم طعم لحم أخيكم الميت؟! او اختيكما الميتتين؟!