صالح الشايجي
«بيروت»، «القاهرة»، «دبي»، «البحرين»، افريقيا واوروبا وماليزيا وتايلند وابواب العالم كلها مفتوحة للكويتيين، حين ضائقة من فرح ومن سعادة، ومن شهوة لاقتناص لحظات الحياة الفارة من اعمارنا قبل ان نغتنمها.
بلادنا ضاقت بنا، فويل لمن ضاقت به بلاده!
ضقنا ببلادنا، فويل لبلاد ضاق بها اهلها!
مطارنا «شغّال» ليل نهار وعلى مدى العام، يودع اكثر مما يستقبل، ختم الخروج يدك جوازاتنا دكا دكا، يحمّر صفحاته ويجمرها بجمرة الوداع، لبلاد كانت تستهوي البعيدين وتسقيهم من طاهر رضابها شهدا وعسلا، وتدق في صدورهم وشم الحنين والحب والالفة الطاهرة.
لا احد يبكي على بلادنا الا نحن الذين خبرناها عروسا نطلب ودها، فإن تعززت وتدللت تدلهنا بها وجرفنا حبها اكثر وطرحنا عشقها على فراش العشق الابدي.
بلادنا تلك او هذي التي نحبها، اقاموا بيننا وبينها اسوارا واسوارا لا من طين ولَبِن يمكن اختراقها، بل من حديد وصلب ونار ملتهبة، كي لا نفكر بالاقتراب منها، وحتى يذبحنا عشقها من البعيد البعيد.
عام يغلق ابوابه ويسدل ستاره على لياليه وايامه واسابيعه وشهوره، وعام آخر يفتح ابوابه على تلاوين من حياة جديدة، يعد وربما يفي او لا يفي، وبين العامين الراحل الماضي الحامل كفنه، والقادم الساعي الى المثول بين اعمارنا، بين ذينك العامين نعيش نحن في حالة الانتظار استعدادا للاقلاع ووداع وطن، ما كان يهون علينا وداعه! ولكن ما لم نكن نريده قد صار واصبح وتحقق، وكان ما كان لتبقى بلادنا اسيرة في ايدي من اختطفوها امام اعيننا وبارادتنا!
فوداعا يا وطن، باي باي يا وطن!