صالح الشايجي
بحجة القدس «ذهب العرس وجاء الفرس»!
للقدس اخت لها، اسمها «غزة»، نصبوا لها موائد الكلام، اعشوشبت امامهم موائد الكلام، خضراء يانعة حان قطافها، موائد الكلام!
حدائق الكلام تنبت الكلام، تصقل الحناجر، قل آتيك وابق حيث انت تأكل من حديقة الكلام، والسلام، والسلام ختام، وطال المقام، وطاب المقام!
الجريح يئن تحت سقف مثقوب، جوار قنبلة فوسفور مشتعلة يتنفس هواءها! والميت مات صريع الغواني! لا، بل صريع الكلام العربي الفارسي المشترك، مرفوعا بالضمة حينا وبواو الجماعة حينا أخرى! مجرورا، مفعولا به!
انه مجرد ظرف زمان مبني على «الفتح»، وكذلك هو ظرف مكان اسمه «غزة» منصوب بـ «خالد مشعل» و«نجاد»، و«نجاد يا عرب نجاد»!
ضاقت صفحات البطولات العربية التي سقونا اياها سقي الكلاب الضالة العطشى، ملأوا عقولنا بطولات خارقة نامت تحت وسائد التاريخ العربي و..
ونشرب إن وردنا الماء صفواً
ويشرب غيرنا كدرا وطينا
ضاقت صفحات البطولات العربية، واغلقت دون ابطال جدد من عرب العاربة او المستعربة، فجاء «نجاد» يملأ فراغ البطولات العربية، ففغر التاريخ فاه ونشر صفحاته امام الفارس الفارسي «نجاد» ليسوّدها كيفما يريد، ويأخذ من جند العرب من يريد ليجهز جيوشه متجها صوب «القدس»، جيوش الكلام!
ولكن «غزة» مازالت تئن، ثكالاها نيّفن على الالف وقتلاها ايضا، ومقطعو الاوصال والمرشحون لموت قريب آلاف معدودة، فمن يا ترى غير الكلام بلسم الجراح واطعم الافواه الجائعة فيها واودع الامان في القلوب الهلعة المرتجفة فيها؟! لا احد، لأن هذا ليس مهما، بل المهم ان نرجم بالكلام وبالاحذية المرفوعة من جعلناهم هدفا لنا لنرجمهم بحجة «غزة»! وكلما زادت جراح «غزة» انبعثت شهوة الكلام والقافية الموزونة واستعرت بحور الشعر!
كلاميون على موائد الكلام وفي الشوارع وتحت اللافتات! ابحث عن «الكاميرا» وصوّر يا مصور، وسجّل يا مسجل، انا متظاهر، انا اتكلم، انا ارفع الحذاء، انا احرق الاعلام، انا اهتف، والسلام ختام، وبعد الختام، أعدّي الفراش يا امرأة! وسلام على «غزة»، وكلام لها على الدوام.