صالح الشايجي
«ضيقة خلق» ربما هي اكثر عبارة تتردد على السنة الكويتيين، بل ـ لعمري ـ هي كذلك!
تتردد هذه العبارة على السنة الكويتيين اكثر من «الحوقلة» و«البسملة» و«الحمدلة» والاستغفار والتكبير والتهليل!
الصغير «ضايق خلقه» والكبير كذلك! المرأة والفتاة والرجل والعجوز والشاب كلهم تجمعهم «ضيقة الخلق» في هذا البلد الذي يسمن ويغني من جوع، ولكنه في مجال «الوناسة» والترفيه يمتص رحيق دمك ويغلق عينيك وكأنك من اولئك الذين تختطفهم عصابات الموت في العراق، فلا ترى شيئا و«ما تدري نفس بأي ارض تموت»!
انت حي ميت في هذا البلد!
كل شيء ممنوع عدا «المخدرات» والمتاجرة بالبشر، واكل الحقوق، والكذب والرياء والنفاق و«سوق الجمعة» الذي يباع فيه كل شيء محرم وممنوع!
«هلا فبراير» بدعة شيطانية يقصد من ورائه إلهاء الامة عن واجباتها المقدسة في تحرير فلسطين ولواء الاسكندرون و«الاهواز» و«الاندلس» وجبال «البرانس»! وطرد الكفار من «ارض الرافدين» و«افغانستان»!
ان الذين يذهبون الى الحفلات الغنائية هم مارقون خارجون عن الملة، لابد من حز رقابهم او ارسالهم ضمن قوافل «المجاهدين»! فإن كنت من راغبي الموت المبكر فما عليك سوى ان تكون في الكويت ليتحقق لك ذلك!
«اخوان» و«سلف»، والسلف صاروا «سوالف»، وكلهم مجمعون على رأي واحد هو التأكيد على «ثوابتنا وعاداتنا» في «ضيقة الخلق»، فمن يزورّ عن جادة الصواب فـ «ما يلوم الا نفسه» و«على نفسها جنت براقش»!
ازمة اقتصادية «ضيقة خلق»! البترول نازل «ضيقة خلق»، استجوابات «ضيقة خلق».
صراخ ونواح ومشاكسات وتناحرات و«نجرة» و«حنة ورنة»!
تذهب للصلاة فيطالبك الامام بلعن «الكفار» الذين جهزوا له هذا المسجد من «المسمار» وحتى «المايكروفون» الذي يشتمهم به! وربما يكون طباخك «كافرا» او «سكرتيرتك» او «سائقك»، ورغم هذا فأنت مطالب بلعنهم! فتلعنهم استجابة لرغبة الامام، لكن تظل «ضيقة الخلق» مستمرة! فلماذا لا يطالب الامام المصلين بلعن «ضيقة الخلق» فربما يستجيب الله وتنجلي، ما دام لعن الكفار لم يُجْدِ.