صالح الشايجي
الذين ينامون على وسائد دافئة، ربما لا يعلمون أن غيرهم ينام على وسائد من شوك!
بعض أعضاء مجلس الأمة يتحدثون عن هذا المجلس وكأنه ضيعة خاصة بهم أو كأنه مما ورثوه عن آبائهم وأجدادهم، ويتكلمون عن الدستور، وكأن كل حرف فيه صُب في قالب من ذهب وتم منحه لهم!
إننا شركاء في وطن لا يمن به أحد على أحدٍ غيره، وهذا المجلس لم يقم من أجل حفنة من أبناء البلاد دون غيرهم، والأيام دُوَل، ومن كان اليوم في المجلس سيُقصى عنه غدا، ويقعد ملوما محسورا، كما حدث مع الذين من قبله!
فلا يظنن أحد أنه دائم في مقعده الأخضر، وأن هذا المجلس بات جزءا من أملاكه، وأن له فيه أسهما، وبالتالي يخالجه إحساس بالانتشاء بقدر ما يملك من أسهم في مجلس الأمة.
أما الدستور الذي أهالوا عليه من أنوار القدسية ما يجعله في عيونهم بقعة نورانية ويحاولون تحصينه بأسوار مكهربة وتجريم كل من يمسه بسوء أو نقد أو عبارة طائشة ضاق بها صدر مطلقها، جراء ما يرى من جور هذا الدستور الذي منح من لا يستحق صلاحية القذف والسب والسلخ والجلد والحز والجز، فإنه – الدستور – لا يعدو أن يكون كتابا مفتوحا للجميع، كتب بحسن نية كاتبيه وبثقتهم بأن ورثتهم من أهل البلاد جميعا سيرممون عواره ويهذبون مثالبه، إن بان منه عوار أو مثلب.
فلم يقدسوه ولم يسكبوا عليه أنوارا مستعارة من مصباح علاء الدين السحري!
فيأيها الذين حارت بكم أزمانكم وضاقت آفاق عقولكم، لا تحيرونا معكم ولا تحبسونا فيما تعتقدون أنه مجلسكم وحدكم، وأنكم الملاك الوحيدون والحصريون لمجلس الأمة، وسدنة الدستور المطهرون.
أفيقوا يا هؤلاء من سكرة الوهم، فالزمن دوّار والأيام دول والدنيا قلّابة، وما أنتم بمخلدين على مقاعدكم الفارغة تلك. أما دستوركم الذي تناطحون دونه، فاقرأوه جيدا واعملوا بنصوصه كما كتبت لا كما قرأتها عيونكم التي زينت لكم الاستبداد، أو أنني أول من يطعن بالدستور، ولتفعلوا ما تفعلون!