صالح الشايجي
ليس للارهاب جفن يرف، ولا للارهابيين قلوب او ضمائر تؤنبهم على ما يفعلون، بل هم يتباهون بقدر الاذى والموت اللذين ألحقوهما بالآخرين من الابرياء.
ولكن ثمة مشكلة بل هي معضلة تتناول فهم الارهاب ومعناه وما هو هذا الارهاب وكم ثوبا يلبس؟! وكم طاقية يتخفى تحتها؟!
بعض الذين يدينون الارهاب هنا، يباركونه هناك! بعض الذين تحمسوا لـ «حماس» يدينون ارهاب القاهرة! كما ان بعض الذين يؤيدون «المقاومة العراقية» وما تقوم به من ارهاب ضد المدنيين ومصالح الناس، يقفون ضد حادث ارهابي ان وقع في بلدانهم او البلدان التي يتعاطفون معها سياسيا!
ما حدث في حي «الحسين» التاريخي في القاهرة، وجاء على شكل تفجير استعراضي راح ضحيته فتاة فرنسية بريئة وعدد من الجرحى منهم خمسة مصريين وثلاثة سعوديين، ليس له الا فهم واحد او معنى واحد، انه حادث تخريبي ارهابي سواء فيما اوقعه من ضحايا او في تبعاته وانعكاساته على الانشطة التجارية والسياحية لمصر، وبالتالي فليس هناك منتفع او مستفيد بقدر ما له من اضرار وربما مآس خلفها وراءه!
طبعا، اسرائيل هي الحاضرة ـ دوما ـ على ألسنة معتنقي نظرية المؤامرة، ليوجهوا لها الاتهام بأنها وراء كل حادث يحدث، ودائما اسرائيل هي المستفيدة، هكذا هم يقولون، ولكن ايجاد اسرائيل كمجرد شماعة لتعليق عجز العرب وقصورهم عليها، يساهم في تبرئة الجاني وابعاد الانظار عنه ليغلق الملف على ان الفاعل مجهول!
ان من خسر في حادث «الحسين» ـ الى جانب من مات او اصيب ـ هو مصر السياحية والتجارية والاقتصادية والامنية، ومن يتقصد مصر بمقوماتها تلك هو لا شك معاد لمصر ويسعى الى ضرب استقرارها وزعزعة امنها والتأثير على مصادرها الاقتصادية، وهو بالتأكيد من تلك العناصر المشاغبة التي يسهل استغلالها وتوجيهها لتنفيذ المخططات التي يهدف من يقف وراءها الى ايذاء مصر فقط، دون هدف آخر، بدليل ان احدا لم يعلن مسؤوليته عن الحادث ولم يأت هذا الحادث نتيجة تهديد او مطالب، وجاء خبط عشواء وان كان من غير المستبعد انه كان يحمل رسالة سياسية تستهدف فرنسا، نظرا لدورها الاخير في حل قضية «غزة» واصطفافها مع قوى الاعتدال العربية! كما ان الحادث بعبثيته اصغر كثيرا من اسرائيل وامكاناتها! فلنبحث عن الجاني في الجانب الآخر الذي نحسبه أخا أو صديقا.