صالح الشايجي
الحكومة في امتحان يسير لا عسير وسهل وتعرف إجابات أسئلته التي تسربت إليها من ألسنة الكويتيين كلهم، ومدة هذا الامتحان شهران هي فترة حل المجلس.
فإن كانت الحكومة جادة في إقصاء المؤزمين من أعضاء مجلس الأمة والمعطلين والمرجئين ومسببي الإزعاج والتخلف والنكوص، فإن أمامها فرصة ذهبية خلال هذين الشهرين لتثبت حضورها في الشارع وتغيّر السائد فيه وتنزع عن الشارع الأشواك التي زرعها مجلس الأمة فيه!
إن صدور الكويتيين قبل ألسنتهم وأفواههم ضجت بالضجر والملل والحنق بأفعال مجلس الأمة، ولا أظن أن الحكومة غافلة عن ذلك أو لا تدري به، لذلك فإن عليها أن تمارس أدوارا فعلية تغيّر من خلالها ثقافة الشارع وتعلن حضورها القوي والفعّال فيه، من خلال إتاحة الفرصة للناس لممارسة حياتهم واستعمال حقهم الدستوري الذي حرمهم منه مجلس الأمة.
وكذلك على صعيد المشاريع القائمة في مجلس الأمة، فعلى الحكومة سحبها من تلك الأدراج المسوّسة وترجمتها إلى واقع حتى يرى الناس أن الحكومة – لا المجلس – هي الأولى بالولاء وهي الأكثر جديّة والأقدر على تنفيذ المشاريع، وحتى يتأكد سوء المجلس وتعطيله للتنمية في البلاد وتسببه في كل بلاء يصيب البلاد.
كما ان عليها – الحكومة – أن تبطل القوانين اللادستورية كلها وتعيد الأمور إلى نصابها واعتدالها.
تستطيع الحكومة كل ذلك وأكثر – لو أرادت – ولكن ما يخيفنا ويلقي بظلال الشك هو أن الحكومة ربما لا تريد ذلك، بل إنها تهدف إلى أن يقوم الناس برجم خصمها مجلس الأمة نيابة عنها، لأنها تخاف لا من رجمه فقط بل حتى النظر إليها بعيون مفتوحة.
يخامرنا الشك بأن الحكومة تريد إبقاء الأوضاع على ما هي عليه بل دفعها إلى مزيد من السوء، لأنها – على ما يبدو – أدمنت حالة الصراع والتنابز والعيش في أجواء الأزمات، بحجة أن مجلس الأمة هو السبب!
فرصة ذهبية أمام الحكومة إن لم تغتنمها فإنها بذلك تعطي لنواب التأزيم والتخلف فرص احتلال مقاعد مجلس الأمة، على طبق مذهب وتسقيهم النيابة في ملاعق ذهبية.