صالح الشايجي
قرأت أن أحدهم، قد عرّض بأشراف النسوة وخاض بأعراضهن، مدفوعا بشهوة في ضرب الناس في عفافهم وعفتهم وشرفهم المصون.
نبتت أو أنبتت له لحية فلا يرى حاجبا يمنعه ويحول دون تزلفه زلفات العرش الرذيل، فراح لسانه يقطع نساءنا العفيفات لأنهن لم يسدلن على أجسادهن سوادا فوصفهن بفاحش الصفات وطعن بأخلاقهن وشرفهن!
تساقى القوم كؤوس النشوى والانتصار، فقد قال ما يرضيهم، لأن كل امرأة سافرة عدو لهم مبين، وكل حرة، تقتنص من سيادتهم وتبطل أباطيلهم وتدوس أراجيفهم التي أرادوا تسويقها وإشاعتها بين عامة النساء ليتحكموا فيهن ويتسيدوا عليهن ويجعلوهن أراذل وإمات، يطبقن أجفانهن بإذن منهن ويفتحنها بإذن!
غاظهم أن هناك نساء حرائر شريفات واعيات، لم تنطل عليهن تلك الأراجيف ولم يلعبن على حبائل السحر والشعوذة التي مدوها طويلة صلبة شديدة لتمشي عليها نساء «المماليك» وذوات الخدور المُخدّرات ومن ألغين عقولهن وسلمن قيادهن لأولئك، فجنّ جنونهم وبدا هزالهم أمامهم، لاسيما وأن الدولة وقفت سدّا منيعا أمام كل من يحاول أن يرجمهم بقول ناصح لا بفعل فاضح.
هذا الـ «....» يحتمي بمن شاكله ومن آخاه ظانا ان قولة الحق لن تفضحه وتعريه هو ومن سار معه في ركاب الضلال يزرعون أشواكاً في دروبنا وعلى قارعات طرقنا!
فهل نامت الرؤوس في بلادنا حتى يكتب ذلك الآثم ما كتب تعريضا في أعراضنا؟! أم أنه ذو عقدة حاول نفث عقدها لأنها محبوسة في صدره وجاثمة عليه فلم ير في تعميم علّته وعقدته شفاء له؟!