صالح الشايجي
تعتبر فترات حلّ مجلس الأمة ـ حتى وإن قصرت ـ هي العيد الحقيقي للكويتيين ومتنفسهم الوحيد، حيث يرون سجانيهم مغلولي الأيدي مجردين من سياطهم وسطواتهم وسلطاتهم!
يعيش الكويتيون خلالها بلا نخاسين ولا دلالين ولا مشائين بفتنة ولا فتانين ولا نمامين ولا شتامين، فيحسون حينذاك انهم أحرار كما ولدتهم أمهاتهم، متحررون من ربقة الاستعباد والاسترقاق، يأكلون ما يشتهون ويلبسون ما يستهويهم من لباس ويقولون ما يقولون بلا خوف او تلعثم أو تردد! يسمر سامرهم ويزمر زامرهم، يتضاحكون بلا خوف من عسس غلاظ قُدّوا من صخر صلد لا قلب له ولا عين ترف.
ذلك حال الكويتيين في عيدهم وفي نزهتهم خلال حل مجلس النكبة وتكية أصحاب الكروش والطامعين بالعروش والدينارات والقروش، ولكن ما يكدر علينا صفونا وهناءنا وراحة بالنا ويعكر ماء جيرنا ويخبط ماء بئرنا، ان صحافتنا، حماها الله وزاد ورقها وأكثر من اعلاناتها، لا تدعنا نعيش فرحتنا كما نحب، بل هي تنغص علينا بنشر مقولات وأخبار وتصريحات لسجانينا المسرحين، وتطلع علينا في كل صفحة من صفحاتها بصفعة تهز سرير راحتنا وتزلزله بصورة لسجان او تصريح لآخر، يهرف فيه بما ليس له حق فيه! يظن احدهم ان امتداد ظل نيابته لا ينقطع وانه باقٍ الى يوم الدين علّة في صدورنا وقذى في عيوننا، سواء كان نائبا، أو خالي شغل مطرودا ـ بلا أسف ـ من نعيم «القصر الأبيض».
إن النائب يبطل مفعوله بمجرد ان يحل المجلس او تنتهي صلاحيته الزمنية، فلماذا تركز صحفنا على النواب حتى بعد ان يخرجوا وتنتهي عضويتهم، وقد تحولوا الى مواطنين عاديين منضمين للـ «بياض الأعظم» من الكويتيين! فلا فشخرة ولا نفخة كاذبة ولا سكرتارية تمشي سعيا لمهابة ولتلميع السيد النائب وصبه في قالب للبيع بأرخص الأسعار؟!
ليس من حق اولئك المسرحين من الخدمة «الاضطرارية» الحق بأن يتفوهوا بربع حرف، ولا قيمة لما يقولون، وحسنا قال الشيخ د.محمد الصباح وزير الخارجية: نحن في موسم انتخابات، حين رد على تخرساتهم بشأن زيارة الشيخ احمد الفهد للسلطة الفلسطينية، ولو ان الحكومة تتعامل مع هؤلاء بمثل هذه الصورة من القوة والضرب فوق الرأس، فإن هؤلاء لن يتجرأوا على التطاول ودس انوفهم فيما لا يخصهم.
ونرجو من صحافتنا ان تتركنا في عيدنا فلا تنكد علينا بنشر اخبار المسرحين الزائدين عن حاجة البلاد، حتى يفرجها ربنا الفرج الكبير ونعيش في عيد دائم!