صالح الشايجي
لم أستغرب تلك الصحوة والوعي العائد طائرا بجناحيه إلى الكويتيين الذين هاموا عشقا وذابوا ذوبانا بما يسمى مجلس الأمة الذي سقاهم المر والمرير والمرار مرارا ومرارا ونكّد عليهم حياتهم وحل بين أجسادهم وما يلبسون وكأنه مس من شيطان تلبسهم.
تمثلت تلك الصحوة وعودة الوعي فيما نشهده الآن من لافتاتٍ رفعها بعض أصحاب الدواوين من الكويتيين، مكتوب عليها «نعتذر عن عدم استقبال المرشحين»!
نضيف الى ذلك ما يُتداول الآن وبصوت عالٍ تلتقطه البارقات وحمام الزاجل وتسجله الأخبار، عن عزوف الكويتيين عن المشاركة في التصويت في الانتخابات الخائبة المقبلة! وذلك يمثل قمة الصحوة والإدراك والإحساس بخطر ما يحوكه البعض ضد البلاد ومصالحها من خلال ما يسمى بـ «مجلس الأمة» الذي ازدرى البلاد والعباد ونهش أكبادهم وأحرقها وداس على كراماتهم! لذلك تراجع كثير من الكويتيين عنه، ونتمنى أن يحذو الآخرون حذوهم، فينفضوا أيديهم عن المشاركة في الانتخابات، ترشيحا وانتخابا.
يقول بعض المتوسدين وسائد الأمل الخائب، إننا نهدف من المشاركة في التصويت إلى إيصال «العناصر الوطنية» حتى لا تخلو الساحة البرلمانية للانتهازيين والوصوليين و.. و.. الخ! ونقول لهم: إن احترامنا لـ «عناصركم الوطنية» لا يمنعنا من القول إن تلك العناصر هي مجرد ديكورات تضفي الشرعية على مجلس الأمة وهي لا تؤثر قيد أنملة فيما يتخذه المجلس من قرارات وتشريعات تعسفيّة! وهذا مجرّب بدل المرة الواحدة مرات عديدة، فماذا فعلت «عناصركم الوطنية» سوى انها سارت في آخر الركب تبحلق بعيونها وتبلع ألسنتها، حتى وإن أطلقت ألسنتها فماذا هي فاعلة؟!
أجمل ما في الأمر أن هذا الوعي وتلك الصحوة ابتدآ لدى القواعد الشعبية، وليس «النخبوية» والتي يبدو انها لن تصحو!