Note: English translation is not 100% accurate
لسنا بحاجة إلى طبيب
الأحد
2006/11/26
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1483
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : صالح الشايجي
صالح الشايجي
«سنغافورة» أسطورة على الأرض.
من العدم واللاشيء والتخلف والبساطة والفقر وشظف العيش، الى الارتقاء والنماء وبلوغ حدود الكمال او قريباً من ذلك، خلال سنوات قليلة.
كان «لي كوان يو» رئيس الوزراء المؤسس في «سنغافورة» والذي قاد هذا النماء وارتقى في البناء، بناء البشر قبل بناء الحجر، حتى حقق تلك الاسطورة المكانية!
جاء «لي كوان يو» الى الكويت بدعوة من بنك الكويت الوطني ليقدم تجربة في بناء بلاده حتى يستفيد منها اهل المال والقرار في بلادنا.
وبرأيي وحسب التجربة، فان في الكويت المئات ـ ان لم اقل الآلاف ـ من امثال «لي كوان يو» ممن يملكون الرؤية الكاملة والتصور والخطة الواضحة للبناء وتنمية البلاد، وهذا ما حدث ـ فعلا ـ في كويت الخمسينات والتي لا يشبه اولها آخرها، بل يتناقض معه تمام التناقض، فبينما كانت كويت الخمسين تصحو مع صياح الديك وتنام قبل الدجاج في بيوت لم تكن افضل كثيراً من بيوت الدجاج، وحياة خاوية خالية ليس فيها ما ينم عن مظاهر بلاد تعيش العصر، فلا شوارع ولا اعمال ولا بنى تحتية، وليس من شيء سوى الخواء والهواء والبحر والصحراء ومدينة شاحبة باهتة، تجد ان «الستين» اي بعد عشر سنوات، وقد صارت الكويت امراً آخر، قرعت ابواب العصر بقوة وحطمت قيود الزمن لتعلن حضوراً لافتا وسط خارطة الارض!
مدارس ومشاف ودوائر تعمل وتجارة وشوارع ومدن حديثة وحياة عصرية ودور سينما ومسارح ومعارض وشعب متعلم ويتعلم، يسافر ويأتي بخبرات، خالط وزامل وتجانس مع الاقوام الاخرى، وانفتحت ابواب البلاد ليدخلها العامل والمهندس والطبيب والمعلم والفنان ورجل الاعمال، ولم يكن في فم الكويت سوى جملة واحدة للقادمين «أهلاً وسهلاً».
ربما نحن سبقنا «سنغافورة» في تحقيق المعجزة، لأن عندنا صناعاً مهرة يعرفون كيف يسوسون البلاد ويصنّعونها ويخرجونها من الاقفاص.
اذن المشكلة ليست في الرجال ولا في العقول، ولكنها مشكلة «القرار» مشكلة اطلاق اليد وعدم تقييدها، مشكلة توزع دوائر القرار والروتين والبيروقراطية وتقييد ملكات المبدعين.
اذن علتنا فينا، علة لا يداويها «لي كوان يو»!
اقرأ أيضاً