صالح الشايجي
إن الأديان لا تقيم دولا، ولكنها تقيم قلوبا صافية صالحة، وعقولا انفتحت على الحق فاستقر فيها.
أما الذين يريدون أن يصيبوا نصيبا من خير الدنيا وبهرجها وزخرفها، بجعل الدين سبيلهم إلى ذلك، فهم قد غووا وضلوا سبيلا، فليس الدين بابا لرزق الدنيا بقدر ما هو باب إلى الآخرة ونعيمها.
لست الذي يقول ذلك أو يدّعيه ويزعمه، بل هو الحق وهي الحقيقة، حقيقة الأديان الطاهرة التي عمرت قلوب المؤمنين بها، فجعلتهم متممين لرسالة السماء إلى الأرض، وصيّرتهم كبقية من ملائكة، طهرا ونقاء وتقى وبياضا.
أقول ذلك ونحن في موسم انتخابات، مجلّيا عقيدتي ومطهرا ذمتي، ناصحا لبني قومي المنتظرين يوم السادس عشر من مايو المقبل، كي يحكّموا ضمائرهم فيلقوا بأوراقهم في صناديق الانتخابات، فأقول لا تعينوا ذا الدين المتبتل في ملكوت الله والسابح في طهر العقيدة، ومن زيّن له الشيطان ترف الحياة الفانية، فانكبّ على العمل السياسي وخاض غمار الانتخابات وهي عقيدة كافرة، تحكّم غير شرع الله بمصائر البشر.
وذلك ما يرفضه ديننا جملة وتفصيلا، وليس لمتعذر عذر في ذلك، حتى وإن صدرت فتاوى المفتين تجيز ذلك الأمر، بحجة ان المجلس النيابي والقائم من خلال دستور وضعي، يتشارك فيه الخلق جميعا ولا يزكي ذا العقيدة الصادقة، هو باب للإصلاح، وأن تزكية أهل الدين للحلول في ذلك المجلس، هي التي تحقق الصلاح وتمتّن روابط الدين وتقوّي وشائجه!
الحلال بيّن والحرام بيّن والذين يطرحون أنفسهم كمرشحين إسلاميين، هم يقعون في شبهة الحرام، فلا يجوز لمن آمن وأسلم وصدق إسلامه وحسنت عقيدته، أن يشرك الضلال بالهدى، فيسير على درب السياسة متخذا الدين سلما ووسيلة وسبيلا.
وما عليكم أنتم جمهرة الناخبين إلا نصحه وإرشاده ومنعه حتى لا تتأثر عقيدته وينثلم إسلامه فيمضي في طريق الضلال، فإن لم يرعوِ ويمتنع عن خوض الانتخابات، فما عليكم سوى مقاطعته وعدم إعانته، فلا تصوتوا له، ولا تزكوه ولا تعينوه على باطل فتأثموا.
أرجو أن تلتفت العقول قبل الآذان لذلك الأمر الخطير الجلل!
اللهم إني قد بلّغت، اللهم فاشهد. وإني لبريء مما يرتكبه الخطاؤون!