صالح الشايجي
صدقنا الحكومة حين وصفت بعض النواب وأسمتهم «نواب تأزيم» وصفقنا لها وتبعناها في طريق التوصيفات الهلامية!
من هم «نواب التأزيم»؟!
هم الذين لهم عيون ترى خفايا عيوب الحكومة وصغائر زلاتها، فترصدها وتكشفها وتفضحها! حتى ولو كانت في خزائن وعليها ألف قفل وألف حارس!
وهم الذين لهم ألسنة فصيحة وحناجر صادحة قادرة على «البيان والتبيين» وسكب الجمل بوضوح ودون جعجعة فارغة أو جلجلة زائدة!
أولئك آبائي فجئني بمثلهم
إذا جمعتنا يا جرير المجامع
فماذا لدى الحكومة؟!
وعود بلا وفاء، وأحاديث مرسلة لا سند لها ولا مصدق لأقوالها!
وزراء لا يحسنون الكلام، وإن تكلموا تعثروا وسقطوا بحبائل جملهم وزلقوا بعسل كلماتهم!
لا حجة ولا رأي سديد ولا كلام فصيح ولا موقف ولا حقيقة! تنهال على وزرائها حمم الكلام من النواب «نواب التأزيم»، فيصمتون حائرين عاجزين عن الرد، متبعين أسلوب «الحقران يقطّع المصران»! وهو أسلوب كويتي قديم كان يتعامل به «صبيّان الفريج» واللاعبون في «العواير» في خصوماتهم مع بعضهم ولكن لم يقل أحد إنه صالح كأسلوب حكومي!
إن عجز الحكومة وخورها وعدم قدرتها على العمل الصحيح هو الذي يجعل النواب كلهم سواء في المجالات السابقة أو اللاحقة «نواب تأزيم»، لأن النائب لم يأت للمجلس لينام في حضن الحكومة أو تحت بشوت وزرائها، بل جاء مراقبا ومشرعا، وعيوب الحكومة تجعل حتى العميان والخرس، قادرين على كشفها لكثرتها وفضائحيتها! وإن لم ترد الحكومة «نواب تأزيم» فعليها أن تسير على الطريق الصحيح.