صالح الشايجي
ليس المرشحون عشاقا كـ «قيس» يتمنى وصل «ليلاه» أو «كثيّر» يتغزل بـ «عَزته» ولا «ابن ذريح» يهيم
بـ «لبناه»!
لقد فضلت لبنى على الناس مثلما
على ألف شهر فُضّلت ليلة القدر
بل إن أغلب المرشحين حكاؤون يبثون كلامهم خبط عشواء، ويطرحون شباكهم في بحر الكلام، فيدخل في الشباك من يدخل مرغما لا راغبا! لا يهمهم جمال ناخبهم ولا رائحته المعطرة ولا حسن هندامه ولا اعتدال قوامه، بل إن المهم عندهم هو عدد الأصوات التي توصلهم إلى النعيم الأخضر.
وهكذا تتحول جموع الناس إلى مجرد أرقام أو أصوات تزكّي فلانا من المرشحين للدخول في جنان النعيم، وهو لا يأبه بهم أو يلتفت إليهم مجرد التفاتة، بينما كان يسعى وراءهم سعي النملة وراء قرص الحلوى، باذلا الجهد والعرق وهادرا كرامته ومذلا نفسه.
سر تعجبي واستغرابي، هو كيف يرضى الناس ذلك لأنفسهم؟! كيف يرضون أن يتحولوا إلى مجرد حطب يُذكي نار ذاك المرشح، وإلى مجرد درجات يرتقبها ليصل إلى مطلبه ويحقق مكاسبه، بينما هم خُلوّ من أي فائدة، تصفق يساراتهم أيمانهم، راحا براح بيضاء خالية؟!
لو فكّر الناس فيما يسمى بالانتخابات وتأملوا في أنفسهم وتدنّي أدوارهم فيها وتحولهم إلى صفوف تستطيل دونما فائدة مرجوّة، حيارى غلب عليهم حسن نواياهم واغتروا بوهم الديموقراطية التي ستحقق لهم النعيم، بينما هي نار مستعرة يصطلون فيها، لو فكروا في هذه الحقائق لكانوا امتنعوا وأحجموا وكفّوا.
قد يقـول قائــل هذه هي طبيعة الديموقراطية في تحـويل النــاس الى مجاميع في إنتخاب الفرد، وهذا صحيح في الديموقراطيات الحقيقيــــة التي لا يسعى فيها المرشح الى مصالحه، بل إن هنــــاك من يحاسبه إن حاد عن طريقها القـــويم! ولكن عندنا الأمر غير ذلك تماما، فـــلا ديموقراطية ولا هم يحزنون! فكفّوا يرحمكم الله وفكروا في أنفسكم!