صالح الشايجي
«التغيير» شعار يرفعه الجميع هذه الايام وفي موسم الانتخابات البرلمانية!
والمقصود بـ «التغيير» هو تغيير وجوه النواب والمجيء بنواب جدد، وهذا أمل ولكنه أمل لا كالسراب، فإن كان السراب يُرى من بعيد ولا يتحقق ولا يتحول ماء، فإن التغيير المطلوب أمل محمود ولكنه محرّم ولا يُرى حتى مجرد رؤية ولو من بعيد ناهيك عن تحققه!
من يأملون بـ «التغيير» فإنني أبشّرهم بأن «التغيير» لن يتحقق وان النواب السابقين وخصوصا التابعين للكتل والتجمعات، سيعودون وبقوة أكثر وبأصوات أعلى من سابقتها، وذلك لسبب بسيط أن جماهيرهم وناخبيهم مؤمنون بهم وبطروحاتهم!
فالنواب الذين «دبكوا» في «انتصار» غزة، سيعود تيارهم بقوة، لأن جماهيرهم التي انتخبتهم والمرتبطة معهم ايديولوجيا وعقائديا ومصلحيا، هي نفسها لم تتغير ولم تغيّر قناعاتها، ومازالت مرتبطة بهم ومؤمنة بطرحهم وبطريقة ممارسة عملهم السياسي أثناء عضويتهم في البرلمان السابق!
ومن يسمون بـ «نواب التأزيم» ينطبق عليهم وعلى جماهيرهم وناخبيهم ما ينطبق على سابقيهم! لأن مفهوم «التأزيم» هو مفهوم حكومي واصطلاح اعلامي، تم اطلاقه على النواب الذين لهم طريقة معينة في ادارة عملهم السياسي، تعتمد على الذمة وعلى الوصول الى المستور والمسكوت عنه، مستخدمين بذلك الصوت العالي للفت الانتباه أو نتيجة لعدم الاستجابة لمطالبهم بالطرق الهادئة والسلمية! وجماهيرهم مؤمنة بخطهم السياسي وبطريقة عملهم!
أولئك كلهم سيعودون مرفوعين على أكتاف ناخبيهم وأصواتهم، لأن قناعات جماهيرهم وناخبيهم بهم لم تتغيّر.
لذلك فإن اعتقاد البعض بسقوط أولئك المرشحين، اعتقاد غير واقعي ومبني على التمنيات، لا على التحليل السليم.