صالح الشايجي
قاض ـ أو كان قاضيا ـ ونائب عن الأمة ـ او كان نائبا ـ له في قلوب الكثير تقدير واحترام، وفي قلبي له كذلك، رغم بعدي عنه على الصعيد الشخصي، فلم تجمعني به علاقة أو معرفة شخصية.
«علي الراشد» القاضي والنائب، وكلتا الاثنتين ـ القاضي والنائب ـ عدل وتبصّر وتعقّل، والقاضي صفة ملازمة لا متنحية من حيث متطلبات القضاء من صفات شخصية نبيلة فيمن توكل اليه منصة القضاء والعدل ومثلها النيابة عن الناس والقيام بشؤونهم والوكالة عنهم.
وتلك كلها متوافرة في «علي الراشد» ولا أدينه بنقص احداها، بل اضيف إليها، رجاحة العقل وعفة اللسان ووضوح الموقف، ولكن اخانا «علياً» فاجأنا في احد لقاءاته التلفزيونية الاخيرة بقول صادم لم يتوقع احد ان يصدر من مثله، بل ومنه بالذات، وذلك حين اتهم «الذين لن يصوتوا في الانتخابات القادمة بأنهم مشاركون بالفساد»! وأظنها حماسة مرشح وفلتة لسان وزلة قاض، نضنّ بها على شخص مثل «علي الراشد» ونستكثرها عليه.
من اهم مقومات الديموقراطية، حرية اتخاذ القرار وسيادة الانسان على نفسه، وكما يعلم أخونا «علي» ان ديموقراطيتنا مختلف عليها، وهي ليست محل اجماع الامة، وزادها سوءا ممارسة المجالس الاخيرة، وبلغت قمة سوئها في المجلس الاخير والذي كان «علي» احد اعضائه، ونذكر انه او نذكّر «عليا» بأنه هو نفسه قد أعلن عزمه على عدم خوض الانتخابات المقبلة في بدء حل المجلس السابق، يأسا منه او تأثيرا لحالة الفساد المصاحبة للبرلمان! ومن حق الناس ان تشكل رأيا سلبيا في مجالسنا النيابية يدعوها الى العزوف عن المشاركة في الانتخابات، حيث تحولت تلك المجالس الى مقابر لاحلامهم ومواقد تحترق فيها آمالهم! فكيف يكون اولئك الناس مشاركين في الفساد وهم الذين انساقوا زرافات ووحدانا وصفوفا متعاقبة متوالية للمساهمة في البناء الديموقراطي؟! هل تريد منهم ان يظلوا لاهثين وراء سراب كاذب؟!
لسنا فاسدين يا «علي»!