صالح الشايجي
«يا غصن نقا مكللا بالذهب
أفديك من الردى بأمي وأبي
إن كنت أسأت في هواكم أدبي
فالحكمة لا تكون إلا لنبي»
و«غصن النقا» المكلل بالذهب، لم يكن الشاعر يعني به الكويت، ولكنني تمثلت به قاصدا الكويت التي اسأنا أو اساء الكثير منا الأدب تجاهها، وتعاملنا معها بفظاظة وغلظة وتنكر وتأبٍ غير محمود ولا مشكور!
اختتمت الرسالات السماوية بنبينا «محمد صلى الله عليه وسلم»، وان كان الشاعر نسب الحكمة للنبي وحصرها فيه حصرا شموليا، فإن علينا الا نتوقع حكيما يحط في ارضنا من السماء السابعة ليحل لنا مشاكلنا ويعدّل المعوج من اوضاعنا ويهذب ألسنتنا ويحسن نوايانا ازاء بعضنا البعض وازاء بلادنا التي تفننّا وأبدعنا في ذبحها من الوريد الى الوريد، وكلما أنّت من ألم زاد ابتهاجنا، وكلما سال الدم من نحرها تسابقنا الى لعق هذا الدم بانتشاء وفرحة وأقمنا العرضات ونصبنا الزينات وغنينا لها «ترابك احنا نبوسه لو يحصل ما ندوسه»!
قد تكون الحكمة راقدة على قارعة الطريق، او مخبوءة في قلب صامت، او طائرة تطوف اجواء البلاد او تتنقل بين ارجائها، ولكن لا احد يراها ولا احد يلتقطها سوى ان يزين بها البعض حائط غرفته او مكتبه او يضعها نصب عينيه ولكن كلوحة جمالية فقط خالية من اي معنى، وهو اول من يخترق معانيها الجميلة ويتجاوز حدودها اللفظية!
مازلنا نتعارك على الوطنية، كتعارك الجياع على قصعة طعام، وكل يمد يده اليها موقنا انه الأحق بها وبما تحويه من طعام، محاولا منع الايدي الاخرى من الامتداد اليها وربما قطعها!
هل تنشق الارض فيخرج لنا من بطنها حكيم يعقلنا ويسقينا كؤوس الحكمة، او يهدينا الى مواقعها؟!
لا اظن، فلا الارض تنشق عن حكيم، ولا السماء تمطره!