صالح الشايجي
ما أعرفه بالنسبة لكلمة «عضو» أنها لا تؤنث، فلا يجوز ـ مثلا ـ ان نقول «عضوة» وبالتالي لا يجوز جمعها على التأنيث، فلا يصح ان نقول «عضوات»!
اما كلمة «نائبة» فإنها تعني «المصيبة» و«الكارثة» و«الداهية الدهياء» وجمعها ممكن على التذكير فنقول «نوائب» وكذلك على التأنيث فنقول «نائبات»، وفي الحالتين تعنيان جمعا للمصائب والكوارث والدواهي!
والآن صار لدينا اناث كأعضاء في مجلس الامة، فكيف يمكن التعامل معهن ـ لغويا ـ؟ هل نقول لواحدتهن «نائبة» وهي ليست كذلك؟! أو «نائبات» وهن ليال بيضاء ونجمات تضيء سماءنا السياسية القاتمة؟!
هن لسن «نائبات» ولا «نوائب» ولا «عضوات»! اذن كيف ستتم مناداتهن، سواء في المجلس او خارجه؟!
ليس لدي حل، ولا تسعفني معرفتي اللغوية، باستنباط مفردة مناسبة، ولكنني ادعو الامانة العامة لمجلس الامة، والتي لا ارى لها من عمل سوى التصوير التلفزيوني والصحافي، مع «ابطال الاستجوابات» والابتسامات المتلألئة المرسومة على الوجوه، أدعوها لأن تجتهد وتبحث لغويا وتستفتي اهل اللغة لايجاد مفردة صحيحة ترفع الحيف عن نسائنا البرلمانيات.
ولمساعدة امانة «الاستجوابات المبتسمة» فإنني ادلها على قسم اللغة العربية في جامعة الكويت وفيه من النحاة وعلماء اللغة الذين قد يساعدونها في ايجاد مخرج لهذه المعضلة او «النائبة» اللغوية الشائكة!
تلجأ بعض الدول الى عدم تأنيث المنصب، فلا يقولون «الوزيرة» او «الرئيسة» او «النائبة» ويكتفون بالتذكير فيقولون مثلا «الوزير ليلى» و«الرئيس نجلاء» و«النائب علياء»، وفي ذلك «باعتقادي» انتقاص من حق المرأة وتغليب للذكورة على الانوثة، باعتبار ان مثل هذه المناصب حكر على الرجال!
فهل تستجيب «الامانة المبتسمة» وتجتهد؟! ام ستظل نائمة في كهفها حتى الاستجواب القادم، لتستيقظ وتبتسم وتدعو المصورين للاحتفال
بـ «الاستجواب»؟!