صالح الشايجي
بعد أن كان الود بين الحكومة و«حدس» قائما على العلنية والإشهار وتحت الأضواء الكاشفة وعلى رؤوس الأشهاد وبـ «الحلال»! نراه اليوم يتخفى ويتدثر بالسواد وبالسرية، وأصبحت طرق الاتصال بينهما هي الأنفاق، ويجتمعان في المخابئ!
«حدس» التي أخرجها الشعب من الأبواب، تعيدها الحكومة من الشباك!
سقطت في صندوق الانتخابات، فبكت لأجلها الحكومة وأشفقت عليها وذرفت الدمع مدرارا، حتى كادت تصير «الخنساء» في بكائها على أخيها «صخر»!
«حدس» أذكى من الحكومة كثيرا وإلى درجة لا يمكن معها المقارنة بين الاثنتين، المسألة بمنتهى البساطة وهي على كل مجربة من قبل وقد نجحت التجربة وخرج «أرشميدس حدس» ليعلن: وجدتها وجدتها!! كيف؟ «حدس» التي تمرغت بنعيم الحكومة ولعقت ملاعق الشهد الذهبية وجربت العز والسلطان والسطوة والهيبة، تعلن أن فلانا المزمع توزيره ليس منا وقد خرج علينا وشق عصا الطاعة ونحن نرفض التوزير ولا نريد المشاركة في الحكومة! وذلك للتمويه فقط ولذر رماد الرياء في عيون «المشاهدين الكرام»!
نذكّر بأن الحكومة ليست غبيّة وهي تعرف اللعبة وتعلم أن «الحدسي» «المغضوب عليه» مازال فراشه «الحدسي» ساخنا إثر نومه البارحة، وسيظل ساخنا ولن يبرد، ولكنها – أي الحكومة – استمرأت اللعبة، لأنها لا تستطيع النظر إلى مقعد «حدس» الوزاري خاليا، وذلك لكونها حساسة وعاطفية جدا وربما لا تستطيع منع ذرف دموع الحب أربعا أربعا! وفي الوقت ذاته لا تستطيع إعلان مواصلة الحب والود علنا بعد تلك الكوارث التي سببتها «حدس» واقتص منها الشعب، لذلك لجأت إلى الحب السري والعلاقة المغشوشة!
ولا نقول في هذه المناسبة إلا: «الله يهنّي سعيد بسعيدة»!