صالح الشايجي
عجبت لطائفة عظمى من جنس الرجال تتحدث عن المرأة وطبيعتها وقدرتها العقلية والبدنية والنفسية، بكثير من المجافاة عن الحقيقة ونأي وشطط عن واقع المرأة الذي أثبته العلم والوقائع والحقائق!
ولا أدري كيف يجرؤ أولئك الرجال فيقررون عن المرأة ويستنتجون ويحللون ويذهبون إلى البعيد والقصي، وكأنهم أمام مرآة يتفحصون عليها صورهم، أو كأن أمامهم ورقا مكتوبا يقرأونه؟!
هل كان أولئك الرجال نساء في يوم من الأيام حتى يخرجوا بتلك الاستنتاجات؟!
هل هم جنس متحول؟! تحول من الأنوثة إلى الذكورة ليحدثونا عن طبيعتهم أيام كانوا نساء؟!
الخليفة الثاني «عمر بن الخطاب» لم يعط نفسه الحق في أن يقرر عن المرأة ويدعي فهمه لطبيعتها النفسية والفسيولوجية، فلجأ إلى المرأة يستفتيها في قدرة المرأة على تحمّل وحدة الفراش، حتى ينظم مدد جنده المحاربين في سوح المعارك وميادين القتال.
فما بال رجالنا الآن يتحدثون وبتأكيد وتصميم عن اختلال عواطف المرأة وعدم اتزانها وتسرعها وتهورها وعصبيتها وعدم الاتكال عليها في أمور كثيرة في الحياة وفي بعض الوظائف والمهن التحكيمية أو الولاية أو غيرها؟!
الواقع يقول إن «غولدا مائير» و«انديرا غاندي» و«باندرا نايكة» و«خالدة ضياء» و«مارغريت ثاتشر» و«بنازير بوتو»، وغيرهن كثيرات، قدن بلدانهن بطموح وأناة وصبر بصورة – ربما أعجزت أندادهن من الرجال، ولا ننسى أن اثنتين منهن قتلتا غيلة، ما يدل على أهميتهما فيما كانتا تتوليان.
المرأة الآن تقود الدبابة والطائرة والباخرة، وتلعب كرة القدم وتتصارع على حلبة المصارعة وتلعب «الجودو» و«الكاراتيه» ولها قوة بدنية تصرع فريقا من الرجال، حتى انها في الذبح أمهر من الرجال إذا ما اضطرتها الظروف للذبح وحتى السلخ.
وفي الأعمال الفكرية والأدبية والعلمية أيضا تتواجد المرأة كتفا لكتف مع الرجل، فهي الشاعرة والمحققة والباحثة والطبيبة والعالمة وصاحبة النظريات العلمية والاكتشافات التي يستفيد منها الرجال!
فهل كنتم «يا سادتي» نساء في يوم من الأيام؟!