صالح الشايجي
لو جمعنا جميع الأغنيات الوطنية لأميركا «اللاتينية» و«اللادينية» والشمالية والجنوبية والوسطى، وأضفنا لها أغاني الصين الوطنية ومعها الكوريتان الشمالية والجنوبية، اضافة للهند والسند ودول الاتحاد الأوروبي وجميع دول «بلاد العرب أوطاني» مع ما غُنّي تمجيدا للأخ «العقيد» الليبي وزميله في الزعامة الخالدة، خالد الذكر وجليل الفكر «جمال عبدالناصر» والأغاني الوطنية التي قيلت في الخلافة العثمانية!
أقول لو جمعنا تلك الأغاني كلها وضربناها بعشرة «بلدي» فإنها كلها مجموعة ومضروبة، لن تصل في عددها الى عُشر ما عندنا من أغانٍ وطنية!
ولو تقدمنا الى موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، لحطمنا بكل تأكيد الرقم القياسي في عدد الأغاني الوطنية، وفزنا على الدنيا كلها منذ دبت قدما ابينا «آدم» على الأرض وحتى الوقت الراهن واللاحق، بعدد الأغاني الوطنية!
شارعنا أحسن شارع، وشجرتنا مجمع فواكه تنتج التين والبرتقال والتفاح والكمثرى والمانجو والمشمش والخوخ والعنب، وحتى الزيتون والبلح والرمان، وكل ما تشتهيه الأنفس!
بحرنا أجمل بحار الأرض، وجُزرنا «أحلى الجُزر» وسماؤنا قبة زرقاء ـ هذا إذا شفناها ـ حتى ترابنا عسجد وذهب ولؤلؤ منثور وسندس وحرير ودمقس!
كل شيء فينا زين، و«الزين عندنا والشين حوالينا»! ديموقراطيتنا أصيلة ومتأصلة ومتجذرة وكل فرد فينا ديموقراطي حتى النخاع! متسامحون متحابون متجانسون، لا نعتدي على الآخرين، ولا نسب أصحاب الأديان الأخرى، ولا نكفر الطائفة التي لا ننتمي اليها!
اولادنا عباقرة، يولد الواحد منهم وفي يده شهادة «دكتوراه» مفحوصة ومدققة وغير مضروبة! بناتنا اجمل البنات ودمهن اخف دم، ونساؤنا حوريات، وأمهاتنا أعظم الأمهات، وآباؤنا سامون متسامون وعلماء وأباطرة وحكماء!
وهكذا تمضي بنا اغنياتنا الوطنية وتصورنا على هذه الحال المثالية وهي بذلك تعكس «الحقيقة» لا تجامل ولا تنافق ولا تتزلف!
ولم يبق إلا أن نضيف الأغنية الوطنية، على البطاقة التموينية، مع العدس والأرز ومعجون الطماطم والسكر والزيت، حتى تتحقق العدالة في نصيب الفرد الكويتي من الأغاني الوطنية!
ونرجو ألا يسمع او يشاهد مستمعو اغانينا الوطنية، قنواتنا الفضائية الخاصة والتي تكثر من إذاعة تلك الأغاني، وفي الوقت ذاته تتيح المجال للكويتيين ليعرضوا حقيقة أوضاعهم المأساوية!