صالح الشايجي
ما بين الماء في «دبي» والماء، ماء، ما ان تفتح عينيك لتراه تغتسل به من نكد الدنيا عيناك!
رفقة جميلة وصحبة صادقة قوامها اخوة من الجسد الصحافي الكويتي من شبان صحافتنا المجهول اغلبهم بالنسبة لي بحكم العمر والفارق الزمني بيني وبينهم! هم من اللاعبين الكبار بـ «الكمبيوتر» و«الانترنت» وانا الذي مازلت ألعب على الورق واشخبط كلماتي بالقلم المحبر بالسواد!
كانت تلبية لدعوة مشتركة من مؤسستنا التي نذرف عليها «دمعا كالنساء على ملك اضعناه ولم نحفظه كالرجال»! أعني مؤسستنا العريقة «الخطوط الجوية الكويتية»، والطرف الآخر في الدعوة اسطورة فنادق العصر المسمى «اتلانتس» والواقع داخل البحر بمسافة خمسة ونصف كيلومترات عمقا وفي هلال جزيرة النخلة المعجزة الحضارية لـ «دبي»!
«دبي» التي رأيتها مطلع اسبوعنا هذا وحتى منتصفه، ليست «دبي» التي اعرفها قبل ذلك! ولكن هل كانت دبي مريضة او صفراء او شاحبة؟! كما يروج المروجون والمرجفون والمتربصون بها على نواصي الفشل والشماتة؟! لا ليست مريضة ولا صفراء ولم تكن شاحبة! انها تعيش مرحلة التعافي من الصحة الزائدة!
ان الصحة الزائدة مرض، ودبي كانت تعاني من الصحة الزائدة، وربما جاء الوقت لتتعافى من زيادة الصحة واكتناز العافية، لتتصدق ببعض منهما على اولئك المتربصين الاشرار! فائض صحتها تتصدق به على من لا صحة له، عله يشفى من غليل صدره وغل قلبه.
«اتلانتس» هي اسطورة يصدقها البعض، هي القارة المفقودة، او حضارة الانسان في الزمن السحيق التي انبترت وانقطعت ثم بعث الانسان من جديد ليصنع حضارته الممتدة الى الآن! وهذا «الفندق الدبوي، جاء ليصور هذه الاسطورة، ولكنه لم يغرق في البحر كما غرقت تلك القارة المفقودة» اتلانتس، رغم انه داخل البحر! هو اكبر فنادق الشرق الاوسط من حيث عدد الغرف 1500 غرفة على مساحة تمتد لاكثر من خمسين الف متر مربع داخل الماء، ومليء بالعجائب، وكل قطعة فيه تحاكي اختها وتصدق اسطورة القارة المفقودة.
سكان الفندق او شعب الفندق خليط بشري ملون، جاءوا من كل اصقاع الارض، صغارا ورضعا وشبانا وعجائز على كراسي متحركة يملأون غرف الفندق وابهاءه ومرافقه العديدة المتعددة ومناطق ترفيهه وحدائقه المائية وبرك السباحة وشواطئه ذات الرمال الذهبية! في ذلك الفندق الدبوي، قد ترى نجما من نجوم العالم، سواء في الفن او الرياضة او السياسة او الادب والثقافة او الصناعة والاقتصاد، مثلما حدث معنا حين تصادف ان كان معنا في رحلة «خليج الدلافين» احد ابرز نجوم الكرة البريطانيين، ممن تهتز الارض تحت اقدامهم وتبكي الشباك حين يقذف بكرته فيها، وهو احد نجوم فريق «تشلسي»!
دبي اذن تتعافى من فائض الصحة، ولا تشكو من مرض، ولعلها في فترة التعافي هذه، تبني ما لم يبنه الشامتون في قرون!
دبي مشروع انساني يخدم البشرية كلها، ولم يكن يوما ما ملكا خاصا! ليت الشامتين يفهمون ذلك!