Note: English translation is not 100% accurate
هواة «التخوين»
الأربعاء
2006/12/13
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : صالح الشايجي
صالح الشايجي
«التخوين» سلاح يحمله العرب ضد بعضهم، وهو ـ التخوين ـ مفهوم واسع وغير محدد بفهم واضح وبخطوط واضحة المعالم.
في منتصف القرن المنصرم وفي ظل وجود المستعمر في أغلب الدول العربية، كان مسمى «الخائن» يطلق على كل من لا يقاوم «المحتل» وكل من يتعامل معه بأي تعامل حتى وان كان بيع جريدة له أو كيلو خيار.
في اربعينيات ذلك القرن شارك الرئيس المصري السابق «السادات» في محاولة اغتيال الوزير «أمين عثمان» لمجرد ان الوزير قال: ان علاقة مصر ببريطانيا كالزواج الكاثوليكي لا ينفصم.
وكذلك خوّن «عبدالناصر» نوري السعيد في العراق، وكميل شمعون في لبنان وآخرين غيرهما في مواقع عربية عديدة.
وتهمة الخيانة سندها كان علاقة هؤلاء المتهمين بالانجليز والاميركيين والفرنسيين، ولكن «عمالة» البعض للسوفييت، كانت أعلى درجات «الوطنية» و«القومية» و«الأمانة».
ما لم يتنبه له أحد من المهتمين في توزيع الخيانات، هو الخلط بين المسارين الوطني والقومي، فعبدالناصر مثلا كان يتهم الآخرين بالخيانة، مثل نوري السعيد وكميل شمعون، لأن هذين الزعيمين كانا سياسيين يؤسسان لتنمية بلديهما، من خلال اتفاقيات مع القوى العظمى، ويسعيان الى حفظ استقلالهما الوطني، وترسية المبادئ الديموقراطية وكل ما يؤدي الى تنمية بلديهما ورفاهية شعبيهما، أما المشروع القومي فلم يكونا ينظران اليه نظرة عبدالناصر، الذي تحمله عقد ومكونات نفسية وظروف اجتماعية الى تبنيه من خلال معاداة القوى العظمى او ما سمى بالدول المستعمرة آنذاك، فضلا عن ان عبدالناصر لم يكن سياسيا، بل انه مغتصب سلطة بحكم وظيفته العسكرية، بينما «شمعون» و«السعيد» كانا سياسيين شرعيين وصلا الى السلطة من خلال قنوات دستورية وديموقراطية.
إذن فإن الفكر القومي هو دخيل على الفكر الوطني، ولا يرتبط به، بل ربما يتضاد ويتصادم معه، لذلك لا نجد مبررا لان يظل مفهوم التخوين القومي يطلق على من يؤسس لعمل وطني يحقق السيادة لوطنه، بل قد تكون «الخيانة القومية» شرفا وطنيا كبيرا ووساما على صدر صاحبها.
وببساطة نقول: قد يكون من يقيم علاقات واتفاقيات صداقة وحماية مع أميركا وبريطانيا وبعض الدول الغربية «خائنا قوميا»، بسبب موقف تلك الدول من «القضية الفلسطينية»، لكنه في الوقت ذاته موقف وطني كبير لمن يعقد تلك الاتفاقيات ويستطيع ان يقيم الجسور مع تلك الدول، لأنه بذلك يخدم وطنه ويحقق امنه ورفاهيته، هذا درس أرجو ان يستوعبه هواة «التخوين».
اقرأ أيضاً